ويتحدثان عنه حديثاً يدل على إعجابهما به بل على حب كل منهما له، فقد شاهدته فاتن خلال حضوره إلى المنزل زعلقت نظراتها به. وتتطور علاقة محمود بك بأمينة هانم حتى يتكاشفا بحبهما، وتعده بزواجه بعد زواج فاتن. وتسافر فاتن مع صاحبتها ميمي ووجيه بك أخي ميمي الذي عاد من أمريكا بعد أن درس فن الزراعة وإصلاح الأراضي البور - تسافر معهما إلى القرية التي بها أملاك أبيهما، وفي أثناء ذلك يتودد وجيه بك إلى فاتن ولكنها تقابل تودده بتحفظ يدل على عدم حبها إياه. وتعود فاتن فتشاهد مظاهر الحب بين أمها وبين محمود بك، فتحزن لذلك. وتتولى حوادث تتخللها محاولات من جانب فاتن للظفر بحب محمود بك ولكنه يتخلص منها مع التلطف، ويقبل على أمها كل الإقبال، حتى يحدث أن تراه البنت يقبل أمها، فتتأثر من هذا المشهد غاية التأثر، وتلزم فراشها؛ وعند حضور أمها إليها تبدي لها استنكارها وتثور عليها ثم يقول لها صوت الضمير الذي ينطق مسموعاً: ما هذا يا فاتن؟ إن أمك لا تزال في شبابها ونضارتها ومن حقها أن تتمتع بالحياة، ومحمود بك رجل في سن والدك وهو يلائم أمك، فكيف تحبينه أنت وتحرمينه من أمك؟ وأنت يلائمك شاب صغير ينتظر إشارة منك. . . فتعود إلى عقلها وتستصفح أمها. ثم نرى المشهد الأخير وقد تزوج محمود بك بأمينة هانم وفاتن تقول له: لقد أخطأت في تكييف شعوري نحوك فأنا أحبك حقاً ولكنني أحبك كأبي ويظهر الجميع في منظر يقدم فيه وجيه بك إلى فاتن على أنه عريسها وفجأة ينشأ الحب بينهما ويلتقيان في ضمة وقبلة.
القصة سليمة في أَولها وتسلسل حوادثها، وقد عرضت عرضاً طبيعياً جميلا، وحددت سمات أبطالها وأشخاصها تحديداً دقيقاً، وصورت المشكلة فيها تصويراً واضحاً. ولكن ما كادت الوقائع تتقدم نحو الحل حتى ظهرت اللهوجة فهدمت البناء، وقصم الحل ظهر القصة.
كيف يمكن القضاء على عاطفة أو تحويلها، وإنشاء عاطفة أخرى مكانها، في لحظة واحدة دون تمهيد طويل أو قصير؟ هل يكفي صوت ينطق بتلك الجمل لكي تغمض الفتاة عينيها وتفتحها فترى الحبيب أباً والفتى الجامد محبوباً؟ لقد كان يمكن أن يكون وجيه بك شابا جذابا مغريا بالحب على أن يؤخر اتصاله بفاتن في الوقت الذي يمهد فيه لتحولها عن حب محمود بك. ولكن الفلم يعرض هذا الشاب في صورة جامدة كئيبة ثم يفرضه في النهاية