الجامعة عن شاعر عباس في سلسلة أعلام الأدب العربي، ولأن الشاعر معروف ومدروس في المناهج المدرسية وغيرها توقعت أن حديث الأستاذ عنه لابد أن يتضمن جديداً في شأنه، ولكنني وجدت الأمر على خلاف ما توقعت، فإن الأستاذ تحدث عن الشاعر حديثاً مكرراً مقتضباً وشغل أكثر الوقت بأمثلة من شعره.
قال الأستاذ الشيخ: إنني يا بني قد بلوت هذه الأحاديث فلم أر فيها غناء، والإذاعة تختار أولئك الأساتذة لمناصبهم، وهم يستندون إلى هذه المناصب فلا يشعرون بالحاجة إلى كد أذهانهم المترفة، لإحداث طريف أو إضافة جديد، وقد لا يأتون بشيء إن كدوا.
قال الفتى: وماذا ترى لعلاج هذا الأمر؟
قال الأستاذ الشيخ: العلاج يا بني يسير جدا، وهو أن يختار الأشخاص لا المناصب، ويجب قبل ذلك أن يُختار من يَختار.
كل بيت له راجل:
هذا هو اسم الفلم الذي عرض لأول مرة في هذا الأسبوع بسينما أوبرا. وتعالج قصة الفلم مشكلة عاطفية عرضت هكذا:
أمينة هانم لا تزال في شبابها تعيش في قصر زوجها المتوفي ومعها ابنتها (فاتن) وهي فتاة في السابعة عشرة من عمرها، وتبدو الأم في المنظر الأول حزينة على زوجها الراحل، فلا تكاد تسمع لحناً معيناً تعزفه ابنتها على البيان حتى تتأثر وتنهاها عنه، لأنه اللحن الذي كان يعجب به زوجها حين تعزفه ابنته. ولكن رجل يدخل المنزل فيغير مجرى الحياة فيه وتتحول إليه مشاعر الأم والبنت، وهو محمود بك رامي الذي ندبته دارالآثار ليفحص مكتبة الزوج المتوفي كي تشتريها الدار أو تشتري بعض محتوياتها. ولم نعرف بناء على أي شيء حضر المندوب لهذه المهمة ويبدو من حديث الأم مع ابنتها عند حضوره أنهما لم تطلبا ذلك من دار الآثار. ولا أدري لماذا لم يكن محمود بك موفداً من دار الكتب بدلا من دار الآثار!
يتبين محمود بك رامي في أثناء فحص المكتبة بحضور أمينة هانم وبمساعدتها، أنها سيدة مثقفة، كما يتأثر بجمالها وشخصيتها، فيثني عليها ويبدي لها إعجابه ويدعوها إلى حضور محاضرة له بمكتبة الأميرة فريال، فتلبي، وتعود إلى ابنتها فاتن التي تسألها عنه باهتمام،