ولكن. . . مهما يكن من شيء فهذا الكتاب الصغير الحجم عظيم الفائدة، حتى لا أظن متأدباً ولا أدبياً يستغني عن اقتنائه إذا كان يريد أن يعلم معظم ما يمكن أن يُعلَم عن خلافة ابن المعتز.
ولا بد لي - قبل أن أختم مقالي - من الإشارة إلى هفوة نحوية لم أقع على سواها في سائر الكتاب رغم إمعاني في قراءته: فقد قال الأستاذ في ص٧٩ (وهرب بعضهم إلى دار ابن المعتز لعلو أمره، الأمونس الحاجب وخاصة رجاله وغريب خال المقتدر) وواضح أن هذا سهو أو سبق قلم، وإن الصواب أن يقال: ألا مؤنساً. . . وخاصةَ. . وغريباً. . لأن المستثنى بالا يجب نصبه إذا كان ما قبلها تاماً مثبتاً.
واغتنم هذه الفرصة لافتتح - صفحات الرسالة الزهراء - صداقة أدبية خالصة مع الأستاذ عبد العزيز سيد الأهل مؤلف هذه القصة التاريخية، مهنئاً وزارة المعارف المصرية بمبعوثها الفاضل، راجياً من حضرته أن يسرع بإتحاف المكتبة العربية بكتابه الجديد (ابن المعتز أدبه وعلمه) الذي وعد بإصداره قريباً وفي انتظار كتابه الموعود لي كبير الأمل في إقبال قراء الرسالة على (يوم وليلة) ليعرفوا الأشخاص بالأدب، لا الأدب بالأشخاص.