المسجد الجامع بصنعاء (سام بن نوح) اجتوى بعده السكنى في أرض الشمال، وأقبل طالعاً في الجنوب يرتاد أطيب البلاد. حتى صار إلى الإقليم الأول؛ فوجد اليمن أطيب مسكناً، وارتاد اليمن فوجد حقل صنعاء أطيب ماء بعد المدة الطويلة، فوضع مقرانه؛ وهو الخيط الذي يقدر به البنَّاء ويبني عليه بناءَه إذا مدَّه بموضع الأساس في ناحية فج غمدان، في غربي حقل صنعاء، فبنى الظِّبر، وهو اليوم معروف بصنعاء، فلما ارتفع بعث الله طائراً، واختطف المقرانة، وطار بها، فتبعه سام لينظر أين وقع، فأقام بها إلى جنوب النعيم من سفح نقم، فوضعها بها، فلما رهقه طار بها فطرحها على حرجة غُمدان، فلما قرَّت على حرث غُمدان علم سام أن قد أُمِر بالبناء هناك؛ فأسس غمدان، وأحتفر بئره، وتسمى كرامة وهي: سفاء إلى اليوم ولكنها أجاج.