للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عند وفاته. لأنه لم يهدم إلا بعد أن عمل فروة بن مُسبك وقيس بن هُبَيْرة المكشوح في قتل الأسود بن كعب العنسي الذي ادعى النبوة بعد وفاة النبي صلة الله عليه وسلم، وله خبر طويل؛ وكان في القصر فقتل في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل هدم في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقيل له: إن كهان اليمن يزعمون أن الذي يهدمه يُقتل؛ فأمر بإعادة بنائه، فقيل له: لو أنفقت عليه خرج الأرض ما أعدته كما كان فتركه. . وقيل أيضاً وجد على خشبة لما خُرِّب وهُدم مكتوب برصاص مصبوب: (أسلم غمدان، هادمُكَ مقتول) فهدمه عثمان رضي الله عنه فقتل. وهناك وجه آخر قال فيه ابن الكلبي: كان على كلِّ ركن من أركان غمدان مكتوب (أسم غمدان، معاديك مقتول بسيف العدوان).

وقد اضطربت آراء المؤرخين في بانيه، وتشعبت أقاويلهم في ذلك، وذهبوا مذاهب شتى، نذكر ما استطعنا أن نعثر عليه من أقاويلهم.

١ - سليمان بن داود عليهما السلام، وذلك أنه أمر الشياطين أن يبنوا لزوجته بلقيس أربعةُ قصور: غُمدان، وصِرْواح، وبينين، وسَلحين. وكلها باليمن. ومال إلى هذا القول كثير من المفسرين، ولعلَّ سليمان أقدم من نسب إليه بناء غمدان.

٢ - جاء في الروض الأنف: غمدان حصن كان لهوذة بن علي ملك اليمامة.

٣ - وجاء فيه أيضاً: ذكر ابن هشام أن غمدان أنشأه يعرب بن قحطان، وأكمله بعده وائل بن سبأ بن يعرب، وكان ملكاً مُنوَّجاً كأبيه وجدَّه وله ذكر في حديث سيف ابن ذي يزن.

٤ - سام بن نوح.

٥ - بيو راسب وقد بناه على اسم الزُّهرة. وهذا القول ضعيف فلم يورده إلا النويري في نهاية الأرب جـ١ ص٣٧٠

٦ - ليشرح ابن الحرث (أو الحارث) بن صيفي. وقد رجح هذا القول جماعة من المؤرخين واعتمده صاحب القاموس.

٧ - سيف بن ذي يزن. وقد انفرد بهذا القول الزمخشري. وقد أخطأ فيه لأنه سبق بناؤه قبل وجوده بقرون عديدة.

وقد ذكر الهمداني أن الذي أسس غمدان وابتدأ بناءه واحتفر بئره التي هي اليوم سقاية

<<  <  ج:
ص:  >  >>