يوسف وهبي إنه يعالجها في القصص التي يؤلفها! والتي تضمنتها أغنية عبد الوهاب. ولكن هل تنطبق هذه الفكرة على موقف بطلي الفلم؟ إن فكرة التضحية يمكن استساغتها إذا كان الحب من طرف واحد، والطرف الآخر لا يجد هذا الحب، بل يحب شخصاً آخر. ولكنا هنا إزاء اثنين يتبادلان الحب، فانحراف أحدهما عن صاحبه بعد طول التهافت عليه، بعد خيانة لا يستحق من أجلها التضحية الممزوجة بالرضى والغبطة لسعادته. . .
والفلم، رغم فخامة مناظره وما حشد فية من ألوان المتعة، مملوء بالمآخذ، فقد ظهر الباشا أول ما ظهر على فرع شجرة. . . لأنه يهوى جمع الأزهار، وليس في الشجرة أزهار! ويظهر أنه قصد بهذا التمهيد لمقابلته الأستاذ حمام وهو يحمل سلتين، فلا يعرف أنه الباشا، فيحدث سوء التفاهم المضحك. . . وليلى فتاة كبيرة ولم يقولوا في أي مرحلة هي من مراحل التعليم، ولكن من الدروس التي تتلقاها نفهم أنها لا تزال في السنة الثالثة الابتدائية!
وحدث أن خرج الأستاذ حمام من غرفته إلى الحديقة ليستمع إلى غناء ليلى، فينبحه الكلب، فيتسلق الجدار إلى غرفتها هرباً من الكلب، ويضطر في الغرفة إلى تمثيل الكلب بالنباح مثله وهو مختف خلف قطعة من الأثاث ليدفع شك المربية في وجود أحد، فلم يكن تسلقه اضطرارياً لأنه كان يستطيع أن ينجو من الكلب الذي يعرفه لأنه مقيم بالقصر. وعندما تدخل ضابط الطيران في المرقص لإنقاذ ليلى بدعوى أنه ابن عمها وأنكرته هي، صفعها وجرها من يدها إلى الخارج، فركب بها السيارة، ولم تنزل حتى كانت قد أحبته، وكنا نسمع عن الحب من أول نظرة، فهل هذا الحب من أول صفعة. . .؟ ولا أدري كيف دخل الضابط منزل يوسف وهبي دون أن يعلم به أحد. والفتيات اللاتي يرافقن ليلى في ركوب الخيل، كن يركبن الأفراس بطريقة مضحكة، وكان يجب تدريسهن واختيارهن بحيث يتحقق المراد من المنظر وهو المظهر الجمالي.
أما يوسف وهبي فقد أقحم في الفلم إقحاماً أو وضعت له فيه قطعة يظهر فيها، ليقال إنه اشترك في التمثيل، وهو يظهر بأسمه الحقيقي، فيشبع ميله إلى العظمة الفنية التي تأبى إلا الظهور بمظهر المؤلف الذي يعالج الموضوعات في رواياته.
والأغنية التي غناها عبد الوهاب كانت فاترة وأحسن ما فيها عادي، وكذلك موسيقاها، على خلاف بقية ألحان الفلم وموسيقاه التي وضعها عبد الوهاب نفسه، فهذه جيدة. وقد أجادت