فيدخلان معاً، وتحدث معركة يتدخل فيها الضابط فيضرب الشاب ويستنقذ ليلى ويركبها السيارة إلى جانبه ويغازلها، فيحتج الأستاذ حمام الجالس خلفهما ويعمل على وقف السيارة وينزل بليلى هرباً من الضابط الذي أحب ليلى وأحبته. . . ويريد الأستاذ حمام أن يضلل الضابط، فيدعى أن المنزل المجاور هو منزل الباشا والد ليلى، ويطرق الباب ويتبين أنه منزل الأستاذ يوسف وهبي بك (يوسف وهبي) فيستقبلهما الممثل الكبير ولا يلح في معرفة السبب الذي من أجله طرقا بيته ليلاً، بل يغازل الفتاة غير عابئ باحتجاج الأستاذ حمام ويقول لهما إن المطرب الكبير محمد عبد الوهاب موجود في منزله وإنه سيغني أغنية من قصة يضعها (يوسف وهبي) موضوعها تضحية المحب بحبه لإسعاد حبيبه. ثم يقصدون إلى حيث يغني عبد الوهاب، فيسمعون غناءه الذي يجري في موضوع التضحية بالحب في سبيل إسعاد الحبيب، فيتأثر الأستاذ حمام إذ يجد نفسه ذلك المحب، فهو رجل كبير لا يُلائم ليلى التي أحبت ضابط الطيران الشاب، ثم يقبل هذا الضابط، فنراه يأخذ بيد ليلى وهي تهش له مقبلة عليه، والأستاذ حمام خلفهما راضياً بالموقف على سبيل التضحية، ومنظره الحزين هو النهاية.
بدأ الفلم بمناظر ممتعة وظريفة، تخللها نقد اجتماعي فكاهي، فهذا الأستاذ حمام يقف في (الفصل) بين تلميذاته يطالعن موضوعاً عن الأسد، فتسأله تلميذة: هل يتكلم الأسد؟ فيقول لها: وزارة المعارف تريده يتكلم! وهذا هو يدخل منزل الباشا ويحدث مربي كلب الباشا ومعلمه فيعلم أنه يتقاضى ثلاثين جنيهاً، فيقول: إنه لو كان يعلم الكلاب من زمان لأصبح من الأغنياء. ثم تجري الحوادث بعد ذلك في نطاق خاص بين الأستاذ حمام وبين تلميذته ليلى التي صارت حبيبته. وعلى أي أساس قام هذا الحب رغم الفوارق الكبيرة بينهما التي أظهرُها تفاوت السن؟ تقول له إنها استظرفته وهي في نفس الوقت تحادث الشاب الذي تحبه بالتليفون، فتنتقل من مغازلة هذا إلى ذاك، وهي فتاة لاهية عابثة، تذهب إلى المراقص وتجالس الشبان هناك وتشرب معهم وتراقصهم، فليس مثلها بالذي يحب الأستاذ حمام، ولو لم تكن كذلك لأمكن أن نفهم أنها فتاة عاقلة تلمس فيه صفات إنسانية وتقدر شخصيته.
وظاهر أن المؤلف يرمي إلى فكرة التضحية بالحب من أجل سعادة الحبيب، وهي التي قال