هو الفلم الجديد الذي عرض هذا الأسبوع بسينما أستوديو مصر، فرأى فيه الناس نجيب الريحاني حياً بعد موته، بعثه على الشاشة فنه الخالد، فعاد يضحك الناس ويمتعهم بعد أن خالوا البكاء عليه آخر العهد به.
إن الريحاني هو عصب هذا الفلم (غزل البنات) ولولاه ما كان شيئاً، فقد اشترك في التمثيل به ليلى مراد ويوسف وهبي، وأنور وجدي وسليمان نجيب وغني عبد الوهاب ولكن هؤلاء قامُوا بأدوار قصيرة، ما عدا ليلى مراد فهي بطلة الفلم أمام الريحاني. وقد أقحم أكثر أولئك الأعلام في الفلم لاستغلال أسمائهم، كما سنرى من عرض موضوع الرواية. ويخيل إلي أن انسجام الريحاني في هذا الفلم من أسبابه أنه وضع له الحوار، فضمنه فكاهاته الساخرة المعروفة، وبعث به الحياة في جسد القصة. ويقلل بعض النقاد من قيمة الحوار في الأفلام السينمائية، ذاهبين إلى أنها مناظر وصور أكثر منها كلاماً وحواراً، وأنا لا أوافقهم على ذلك، فإن الصور والحركة إذا كانت من أدوات التعبير فالحوار هو الأصل في ذلك، وهو ذو أهمية في السينما كما هو مهم في المسرح.
ليلى (ليلى مراد) بنت مراد باشا (سليمان نجيب) تلهو بالغناء والرقص ورُكوب الخيل، وترسب بالامتحان في اللغة العربية، فيحضرون لها معلماً بائساً طرده ناظر المدرسة الأهلية التي كان يدرس بها، وهو الأستاذ حمام (الريحاني) فيستقبله الباشا وابنته استقبالا مهيناً في أول الأمر لبعض الأسباب الناشئة عن الغلط وسوء التفاهم ثم يسترضيانه ويكرمانه، وما يكاد يبدأ في التدريس لليلى حتى تبدأ هي في مغازلته وإبداء حبها له وإحاطته بأسباب قوية من الإغراء، فيستجيب لها في تردد وتحفظ وإن كان قد أحبها فعلاً ويرى نفسه أخيراً قد وقع في حرج من هذه العلاقة، فيعتزم مبارحة الدار، وكان الباشا قد أمر بإقامته في القصر، فتفاجئه ليلى وهو يهم بالرحيل، وتمنعه وترغمه على مصاحبتها في السيارة وقد أوهمته أنهما يفرَّان معاً، وتقف السيارة أمام مرقص تلقى فيه ليلى شاباً تحبه (محمود المليجي) وهو يريد الاحتيال عليها، فيثور الأستاذ حمام محتجاً على هذا اللقاء، فيطرد من الرقص. ويرى ضابط طيران (أنور وجدي وهو واضع قصة الفلم ومخرجه) داخلاً، فيكلمه ويعرض عليه أن يدعي أنه ابن عم ليلى لينقذها من الشاب المحتال،