التشبيب حيث يقول:
زعموها سألت جارتها ... وتعرَّت ذات يوم تبترد
أكما ينعتني تبصرنني ... عمركن الله لمْ لا يقتصدْ
فتضاحكن وقد قلن لها ... حسن في كل عين من تود
حسداً حملنه من شأنها ... وقدكان في الحب الحسد)
ولم يعلق الناشرون على هذا بشيء وكان خليقاً بهم أن يفعلوا فإن هذه الأبيات ليست لابن المبارك وإنما هي لعمر بن أبي ربيعة من قصيدة مشهورة مطلعها:
ليت هنداً أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا مما تجد
واستبدت مرَّة واحدة ... إنما العاجز من لا يستبد
ولقد قالت لجارات لها ... وتعرَّت ذات يوم تبترد
أكما ينعتني تبصرنني ... عمركن الله أم لا يقتصد
فتضاحكن وقد قلن لها ... حسن في كل عين من تود
حسد حملنه من أجلها ... وقديماً كان في الناس الحسد
وللقصيدة بقية تجدها في ديوانه ص١٤٦ وأما شرح الناشرين
للرقائق بأنها رقائق النسيب فإنه شرح بعيد عن الصواب،
والرقائق جمع رقيقة وأصلها الأحاديث التي ترقق القلب وقد
أفردها البخاري في صحيحه بكتاب سماه كتاب (الرقائق) قال
ابن حجر في فتح الباري ١١١٨٠ (والرقائق: جمع رقيقة،
وسميت هذه الأحاديث بذلك لأن في كل منهما ما يحدث في
القلب رقة. . .) وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد
١٠١٦٧ (ولابن المبارك كتاب اسمه الزهد والرقائق. قال نعيم