ويحييها الرجاء. تفكر في النجاح أكثر من الخيبة، وفي التقدم أكثر من التأخر. وتميل إلى جانب الثقة أكثر من الميل إلى جانب التردد، وتثق بما تقول وما تفعل، ولديها كل علاج وهي منبع النشاط والقوة. قال (روبرت بروننج): (من الحكمة أن ترجح جانب الخير على جانب الشر، واللين على الشدة، والتعقل على الطيش، والأمل على اليأس، والنور على الظلام).
التواضع وعدم التصنع:
العنصر السادس من عناصر الشخصية التواضع وعدم التصنع، وذلك بأن يكون لدى الإنسان استعداد به يقدر نفسه ومركزه تقديراً يدل على التفكير والحكمة من غير تصنع أو تظاهر بما ليس فيه.
فإذا تصنع المرء وادعى صراحة أو ضمناً ما ليس فيه؛ كأن يقدر نفسه فوق قدرها ويعطيها أكثر من حقها، ويتعظم وما هو بالعظيم، ويَدّعى العلم وما هو بالعالم، والثروة وما هو بالثري، والقوة وما هو بالقوي - إذا ادعى شيئاً من هذه الأشياء فقد يتضح أمره لدى الناس، ويتبين جهله أو فقره أو ضعفه على عكس ما ادعى، فيعلمون كذبه، فيحتقرونه ويزدرونه، وينفرون منه ويتباعدون عنه، ويصبح ممقوتاً عندهم جميعاً.
وإن مدح الإنسان نفسه ثقيل لا يقبل، وإذا قبل فانه يجب أن يستند إلى حقائق. والأولى أن يترك الإنسان عمله ليدل عليه ويتحدث عنه، بدلاً من أن يتحدث هو عن نفسه. وإن كان المرء جديراً بالمدح فسرعان ما تظهر حقيقته، ويقدر الناس كفايته، ويزنون أعماله، ويعترفون بشخصيته ومقدرته. فالتواضع سبيل النجاح والرفعة، والتصنع سبيل الفشل والذلة.
وإننا وإن كنا ضد التصنع والتظاهر لا نمنع أن ننزل أنفسنا منزلتها ونعدها، وحدة من المجموع، لها ماله وعليها ما عليه، ونستحسن أن نترك للغير الحكم لنا أو علينا، وأن نتحلى بالتواضع في غير ضعف أو ذلة. فالتواضع أساس للشخصية المحبوبة الجذابة. وإننا نجتذب غيرنا بقدر ما يحبنا الغير. وإذا كانت الشخصية مظهراً لقوة النفس فهي عدوة الكذب والتضليل. فليس المهم في أن تَدَّعِى كذباً، ولكن المهم في أن تعمل حتى تثبت لنفسك العظمة إن كنت عظيماً.