جريدة (الجوائب) التي كانت تصدر باللغة العربية بالآستانة، وقام سلطان باشا بتوزيع نسخ تلك الجريدة بين الأهالي والأعيان بل وبين كبار الضباط.
حقاً لقد كانت الدولة العثمانية بتصرفاتها طابوراً خامساً طعن الحركة العرابية طعنة نجلاء ومهد لرسوخ قدم الاحتلال. ولكن مهلاً أيها القارىء العزيز حتى نستعرض الرأي الثالث والأخير.
(البقية في العدد القادم)
كمال السير درويس
نقص
القول بنفي الصفات إلى القول بأن الله تعالى محال أن يعلم نفسهلأن من شرط المعلوم عنده أن يكون غير العالم به، وهكذا يكون العالم متميزاً عن المعلوم. ولكن معمر رد هذا التمييز بينهما خوفا من أن يؤدى بنا إلى الاعتقاد بأن علم اللَّه مميز حقيقة عن ذاته فرفض القول بأن اللَّه يعلم نفسه وقال بأن العالم والمعلوم واحد أي أن علم اللَّه هو ذاته (أي ذات اللَّه) وعلى ذلك لا يكون العلم منفصلا في اللَّه ولكنه دائماً فيه قديم وغير مميز عن ذاته.
لذلك قال جمهور المعتزلة: إطلاق العلم لله غز وجل إنما هو مجاز لا حقيقة، وإنما معناه أنه تعالى لا يجهل فتكون المعادلة خالصة كاملة تامة بين ماهية الله وعلمه، كما أن هذه المعادلة كاملةأيضاً بين الماهية وأي صفة من الصفات الأخرى والتي هي في نظر المعتزلة اعتبارات ذهنية ليس إلا -
مصدر هذه الفكرة:
يقول أرسطو في مقالته الثانية عشرة من كتاب ما بعد الطبيعة أن الله علمُ كله؛ قدرةٌ كله؛ حياةٌ كله؛ سمعٌ كله؛ بصر كله. وقرأ أبوالهذيل والنظام في بغداد ترجمة مؤلفات أرسطو وأفلاطون فيكون أبوالهذيل قد أخذ هذا القول عن أريسطو على حسب ما جاء في مقالات الإسلاميين للاشعرى وحسَّن أبوالهذيل اللفظ من عند نفسه وقال: علمه هوهو، وقدرته هي هو - ويؤكد الشهرستانى ذلك بقوله إن أبا الهذيل اقتبس هذا الرأي من الفلاسفة اللذين اعتقدوا أن ذاته واحدة لا كثيرة فيها بوجه، وإنما الصفات ليست وراء الذات معاني قائمة