للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طفل إيطالي لم يتخط الحادية عشرة من عمره، ومع ذلك فهو يفهم النوتة الموسيقية كما وضعها كبار الأساتذة، ويؤديها أنغاماً كأدق ما يكون الأداء، وتعي ذاكرته النادرة وذوقه الموهوب ألحان العباقرة من أمثال بتهوفن وموزار وشوبير وفردى وروسينى وتشايكوفسكى وبرامزوليست. . . وهو بعد ذلك يقود فرقة موسيقية مكونة من ستين عازفاً من أشهر عازفي الموسيقى في العالم. هذا الطفل النابغ هو فيروتشوبوركو الذي أذهل بنبوغه المبكر أقطاب الفن في كل من إيطاليا وسويسرا وفرنسا وأمريكا، والذي حل ضيفاً على مصر منذ أيام تصحبه فرقته الموسيقية الضخمة ليقيم فيها بضع حفلات موسيقية يترقبها الجمهور باهتمام بالغ!.

ينحدر هذا الموهوب الصغير من صلب أبوين وهبا حياتهما للفن ونذرا له الإبن؛ فأمه مغنية من مغنيات الأوبرا بذرت في نفس وليدها بذور الموهبة الفنية عندما كانت تصحبه معها إلى المسارح وعمره سنتان ونصف، وهناك أخذ الطفل بسحر الموسيقى التي استولت أنغامها على مشاعره وهزت كل ذرة في كيانه، ولمح المحيطون به بوادر النبوّغ في أذنه الموسيقية وإحساسه المرهف، فأشاروا على أمه المغنية وأبيه المثال أن يدفعا به إلى من يتعهده بالتوجيه والرعاية، وفي ظل أستاذه درس الطفل أصول الفن الموسيقى حتى أَصبح على مر الأيام أعجوبة بهرت الأنظار والأسماع هنا وهناك!

هذا هو الموسيقار الإيطالي الطفل فيروتشوبروكو الذي تنافس شهرتهالآن شهرة الموسيقار الإيطالي الشيخ توسكانينى. . . وإذا كان لنا من كلمة نعقب بها حول هذا الموسيقار الصغير فهيأنه يقتصر على عزف موسيقى غيره من عباقرة الفن الذين أشرنا إليهم في بداية هذه الكلمة أي أنه لم يمتلك القدرة بعد على التأليف الموسيقى الذي يتمثل في وضع نوتة من صنع موهبته الذاتية، ولكن ذلك لا يغض من قيمته لا يزال في بداية حياته الفنية التي تنتظرها الأيام ويرتقبها المستقبل، ثم إن توسكلنينى الشيخ ذا الشهرة المدوية والمكانة الرفيعة لا يفترق عنه في هذا المجال، مجال قيادة الأوركسترا وعزف ألحان الغير!. . . وإذا كان بعض النقاد يشيدون بهذه العبقرية المبكرة في حياة هذا الطفل الفنان، فماذا يقولون في سيد العباقرة موزار، ذلك الفنان الذي وهب القدرة على التأليف الموسيقى وهو في الرابعة من عمره، حتى أن بعض ألحانه الخاصة التي تنسب إليه وهو في تلك السن يعزفها

<<  <  ج:
ص:  >  >>