وقت، فإن حانت ساعة العراك تبوأ مقعده يرقب السماء ويحصى نجوم الليل. وهكذا تظهره هراجا نفاجا ليس كمثله هراج ولا نفاج، كما تقول له.
ثم يقبل سرب من العذاري، قاصدات غدير دارة جلجل يبتردن، فيخلون لهن المكان، ثم يتسلل إليهن امرؤ القيس وحده وقد خلعن ثيابهن - يطفأ نور المسرح في هذه اللحظة - ويجرى بينه وبينهن حديث طريف ينتهي بإصراره على ألا يدفع إليهن ثيابهن - وقد استولى عليها - إلا بعد أن يخرجن إليه متجردات.
ثم يقبل الملك حجر وبصحبته فاطمة بنت أخيه، فيؤنب الوالد ولده على مسلكه وتحاول فاطمة أن تلطف من حدة الموقف ونتبين في أثناء ذلك أن فاطمة فتاة طموح تريد أن تحث امرأ القيس على الأخذ بأسباب المجد، وهما يتبادلان عبارات الحب والمودة.
وفي المشهد الثاني نرى امرئ القيس في ناحية من سفح جبل دمون باليمن، يلعب بالشطرنج مع أحد أصحابه، وبقية رفاقه على مقربة منه يشربون الخمر وأمامهم قينة ترقص. ثم يقبل عامر ابن معاوية عضد الملك حجر، متهجم الوجه، وينعى إلى امرئ القيس أباه الملك، فيستمر امرؤ القيس في اللعب غير عابئ بالنبأ، حتى يتم الدست. . . ثم يعلن أن اليوم خمر وغداً أمرّ، وينشد:
خليلي ما في اليوم مصحى لشارب ... ولا في غد إذ ذاك بالكأس نشرب
وتدخل عليه فاطمة وتستحثه على الثأر من بنى أسد قتلة أبيه، فيبدى لها عزمه على المضي في أخذ الثأر. ثم يأخذ في تأمل عينيها وهو ثمل يترنح، فتصده عنها، فيبثها حبه، فتعده بمبادلته الحب بعد أخذ الثأر.
وقبل المشهد الثالث نرى على المسرح منظراً عجبا: سحبا متكاثفة تسير في جو البادية، ونسمع خلال سيرها صوت الأستاذ زكى طليمات يحدثنا حديثاً موجزاً عن حروب امرئ القيس مع بنى أسد وانتصاره عليهم وإيقاعه بهم، وعودته إلى الشرب واللهو
بعد ما نال منهم ماعده ثأراً، وتحريض ابنة عمه فاطمة له على الاستمرار في حروبهم.
والواقع أن هذا الحديث إجمال لما حدث في فصل حذف من أصل الرواية، وكان ذلك، مع منظر السحب الملائم للحوادث، تجديداً رائعاً في المسرح المصري.
ثم يأتي المشهد الثالث وهو في كهف بشمال اليمن حيث يجلس امرؤ القيس مهموماً، ينتظر