مواهب بعضهم وخاصة سميحة توفيق، فقد ظهرت هذه الفتاة في بعض أفلام لم يحسن المخرجون فيها تخريجها، أما في هذا الفلم، فقد برزت ملكاتها الفنية بحيث استطاعت أن تقف إلى جانب آسيا نوريس، لا تقل عنها إن لم تكن فاقتها. وقد أحسن باقي الممثلين تأدية أدوارهم، وكان يوسف وهبي مندمجا في دوره، هادئا، لم يقتل في الفلم غير واحدة!
ثم ننظر في قيمة هذا الفلم الذي تضافرت عليه جهود عالمية. . . لقد تزوج رجل مصري قروي بفتاة أجنبية، فلم يستغل هذا الزواج لاتخاذ موضوع منه، فلم يصور باعتباره زواجا مخفقا لاختلاف العادات والطبائع والأمزجة بين الزوجين، بل جرى الأمر على أن الزوجة تعيش في كنف زوجها مرتاحة إلى ما يغدقه عليها، سادرة في تغفله والارتماء في أحضان الشاب الذي تبغي فيه عوضا عما تفقده في الزوج، وهذا لا يتوقف على أن تكون الزوجة أجنبية أو غير أجنبية. ويظهر أن المسألة لا تعدو تدبير دور لآسيا نوريس تظهر فيه مع يوسف وهبي. وكذلك لم أجد معنى لأن يحب الخادم (ضبش) الدميم المسن، أمينة الفتاة الرائعة الحسن، فالإنسان يدرك بغريزته وفطرته ما يلائمه وما لا يلائمه في مثل هذه الأمور. ولكن ذلك كان افتعالا غير طبيعي قصد به ترتيب الحوادث والتمهيد أن يقتل الزوج زوجته في النهاية.
والمخرج نجح حقا من الناحية الفنية، وأخرج الفلم نظيفا من التهريج والإسفاف، ولكنه أخفق في تصوير البيئة المصرية، فهذه القرية التي تجري فيها حوادث الفلم، أهلها أشبه بحي من الأحياء البلدية في القاهرة منهم بالفلاحين في كل شيء حتى لهجة الحديث، فلم أسمع أحدا يتكلم باللهجة الريفية غير أخت الشيخ إبراهيم. وقد اهتم المخرج بإبراز مناظر معينة مما يدل على الطابع المحلي، فجاء بعضها غير صادق مثل منظر الهرمين اللذين يظهران بجانب القرية، ولا نعلم قرية في مصر بجانبها هرمان على الهيئة التي ظهرت في الفلم وجاء بعض تلك المناظر في غير مناسبة مثل الخيل التي تعدو براكبيها في مفتتح الفلم واختتامه من غير ارتباط بحوادث البدء والنهاية، وكل ما في الأمر أن المخرج يريد إظهار فلاحين مصريين يجرون بالخيل. . . ولا ضرر من ذلك غير أنه حشو لا فائدة منه.
ومهما يكن من شيء فإن الفلم أصغر وأتفه من أن يكون ثمرة لالتقاء المواهب العالمية. . .