هذا شئ، وهناك شئ آخر، لقد جعلت (شوقي) زعيم مدرسة في حسن الأداء النفسي، لأنه يملك الصدق في الشعور وفي الفن، وجعلته قرينا لشاعر آخر.
والمعروف أن المدرستين مختلفتان في الكثير من السمات والوجوه؛ فشوقي في رأي يحفل بالصدق الفني، ويتأنق في عرض الصورة البيانية، فطابع الصدق الفني أغلب في شعره من الصدق الشعوري، وعلى النقيض من ذلك الشاعر (إيليا أبو ماضي).
والذي يهمني بعد، أن توضح لي رأيك في مكان شوقي بين الشعراء، ومكانة شعره في نفسك.
ولصديق الروح تحية ملؤها الحب والإعجاب والتقدير. . .
(دمياط)
عبد المنعم سلمان مسلم
أليس هذا مصريا؟
كثيرا ما سمعت هذه الجملة تلوكها ألسنة الشبان وغيرهم عندما يعرض لهم شخصا تزل قدمه في الخطأ، وترى الواحد منهم يرسلها بكل بساطة كأنه يعتبر بذلك المصري علما على الأخطاء.
هذا الأمر ليس شيئا تافها، إنما هو خطب جلل يأسف له كل وطني يدرك ما ينطوي عليه من معنى في نفوس الكثيرين من أبناء هذا الوطن.
إن ذلك معناه الشعور بالنقص بل معناه الإيمان بهذا النقص، معناه فقدان الكرامة الشخصية والاعتزاز القومي وانحطاط النزعة القومية إلى حد تصل معه إلى هذه الدرجة من الضعة.
إننا لو افترضنا جدلا وجود بعض النقائص في المصري فليس لنا مطلقا أن نتخذها مبعثا للسخرية والتهكم؛ لأن ذلك يعني إيماننا بوجودها؛ وأن مجرد إيمان كهذا يعتبر أخطر وانكى من العيب نفسه أن لم يكن هو عين العيب. . . إن الوهم في ذاته من أخطر أسباب المرض، فالواهم يخلق لنفسه المرض وهو صحيح. وهو بذلك يضاعف من مرضه بالوهم إن كان مريضا، ولعل معظم الأمراض العقلية والعصبية ترجع إلى ذلك الوهم الذي لا