للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- كيف عرفت مكاني؟. . وماذا جئت إلي - أيتها الماكرة - أنت من دون الناس جميعا؟.

- لأنه يجب أن تعودي إليه، فأنت ملاكه وأنت حياته. . ولا أستطيع أنا ولا أية فتاة أخرى أن تسد الفراغ الذي أحدثته في قلبه.

- لا يمكن. . لا يمكن هذا. . وأنت بلا شك تعرفين أن هذا ضرب من المحال!

- إنه الآن في مسيس الحاجة إليك أكثر من أي وقت مضى. فإن عدت له أديت ألي خدمة أذكرك بها على الأرض وفي السماء.

- لكن كيف أعود إليه وقد ربط بينك وبينه حبل الزوجية. محال أن أعود فأفرق بينكما، وربما أتجنى بذلك عليك، وأنا أحب أن أموت مضحية بحبي، ولا أفرق بين زوجين سعيدين فتراخت الزائرة (لاسترا) وسكبت دموعا غزيرة وأخذت تنتحب طويلا ثم رفعت رأسها وغمغمت وكأن صوتها صادر من مكان سحيق. . .

- إنه يحبك يجب أن تعودي إليه. . ولا أستطيع أن أقف بين قلبين متحابين.

- ولقد تحققت من أن (جيمس) سوف لا يكون سعيدا هانئا إلا في ظل رعايتك. . . فكوني له على حبه لك معينة، ولتجعلك الأيام عونا له من بعدي، فلم يبق لي الآن في دنيا الناس نصيب. . ثم صمت قليلا وحركت لسانها بكل تثاقل وهي تقول: وداعا يا (جيمس). . وداعا يا سيدتي. . ثم خرجت تجر قدميها في سكون وصمت.

شعرت (لاسترا) العرافة بجو الغرفة باردا، فأظلمت الدنيا أمام عينها وسقطت مغشية عليها. . . ولما استفاقت بعد ساعات طويلة أخذ جسمها يرتعد بشدة. . . وساورها خوف شديد. . . فقد كان صدى كلمات الزائرة (أليس) لا يزال يتجاوب في أنحاء الغرفة. وخاصة وهي تستحثها على العودة إلى (جيمس). . وقد كانت لا تزال هذه العودة أمنية قلبها ورجائها الوحيد في الحياة. . . ولكن كيف السبيل إلى هذه العودة وقد خالج قلبها هم جديد. . وهو أمر الزائرة (أليس) وفجأة سمعت طرقا شديدا على باب حجرتها. . . فظنته أحد الزوار فقامت متثاقلة وفتحت الباب. . . وما أشد دهشتها حينما بدا (جيمس) بمحياه الباسم وبادرها بقوله:

- أهذه أنت يا (لاسترا) ما أسعدني من رجل!.

وكان تفكير (لاسترا) ى يزال عالقا (بأليس) بالرغم من رؤية (جيمس) فسألته قلقة:

<<  <  ج:
ص:  >  >>