فأومأت الزائرة إيجابا. فاستطردت السيدة (لاسترا). .
- وقد تزوجت منذ تسع سنوات فأومأت الزائرة مرة أخرى دون أن تبدي أدنى دهشة لما تسمع من دقة التفاصيل وقالت بصوت مشوب بالنحيب:
- إنه تزوجني لكي ينسى امرأة أخرى، فلم يبق شك في نفس السيدة العرافة. . . فهي الآن تواجه خليفتها عند زوجها، فخارت قواها وتبددت أنفاسها. . . واستسلمت للتفكير العميق الذي أبرز الآن صورة (جيمس) في اطواء الماضي. . ولم تلبث حتى قالت لمنافستها:
- لا بد أن تكوني سعيدة مع زوجك.
- أني سعيدة حقا.
- إنه يحوطك برقة وحنو ندر أن يكون لهما مثيل في هذه الدنيا فيجدر أن تكوني لذلك أهلا، ولا تشكي في إخلاصه فهو مثال طيب للرجل الجدير بالحب والاحترام. فقالت الزائرة في صوت اقرب إلى الهمس:
- صدقت فيما تقولين!
- إن حياتك مشوبة ببعض المتاعب والقلاقل، وإن لزوجك مشاكله الخاصة فإن وجدت منه بعض الهفوات أو ساءك منه شيء، فاذكري أن نوابغ الرجال لا يستطيعون أن يوفقوا بين نبوغهم وبين توافه الأمور. . . إنهم. . . ولكن السيدة كفت عن الاسترسال في حديثها خشية الافتضاح بذكر هذه التفصيلات الدقيقة.
فردت (أليس) في حدة:
- لقد وجدت المتاعب التي تشيرين إليها، ولكنها انتهت ومضت. انحازت العرافة (لاسترا) إلى التفاؤل قياما بالواجب حيال زائرتها ثم أردفت:
- سيكون الخير. . وستسير الأمور على أحسن ما تكون. . ويومئذ لا تنسي أن تخبريني. وهنا وقفت الفتاة (أليس) بوجه متجهم وقالت:
- كل شيء بخير كما قلت لك. . وهذا هو سبب حضوري إليك. . . إنه يريدك إلى جانبه يا (أنا كارستيرز) أنه لم ينقطع لحظة عن التفكير فيك وعن محبته لك.
فهبت السيدة (لاسترا) عند سماعها هذه المفاجأة التي لم تكن في حسبانها. . ووثبت واقفة كالمصعوقة وهتفت: