للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد قال:

يا أم كلثوم بعض الشر ما برحت ... آثاره تتجلى في مآثره

ثم أعقبت هذا بأبيات تحدث فيها عن اعتلال أم كلثوم والأسى له، وحمد الله على أنه عاد للروض بهجته ثم قال:

ألم أقل لك إن الشر ما برحت ... آثاره تتجلى في مآثره

ولم أفهم آثار الشر ومآثره ولا موقعها مما بين البيتين، ولعله يريد بمآثر الشر فرصة التكريم التي كان أول سببها محنة المرض، ولكن كيف تتجلى فيها آثاره؟

أما الدكتور إبراهيم ناجي فيظهر أنه كد شاعريته في هذه القصيدة حتى أتعبها فحرص على أن يحلق، فحلق، ولكن جناحيه لم يقويا كثيراً على التحليق، فجاءت القصيدة أقل من مستوى شعره. ومن تحليقه قوله:

تسمعي، في العلى همس وأغنية ... أذاك صوتك أم في الخلد تنزيل

على الثرى لك أكباد مصفقة ... وفي السماوات إكبار وتهليل

وقوله محدثاً عن الفن:

وحسبه وقطوف منك دانية ... بأنه في وجوه العيش تجميل

فما أبدع صورة الحياة مجملا وجهها بآيات الفن!

وقد قال عن النيل يرنو نحو أم كلثوم:

جرى النسيم على وجه الغير به ... كأنه في شفاه الفن تقبيل

وأدع لفظ (الغدير) قلقاً في موضعه هنا، وأنظر في جري النسيم على صفحة الماء، هل يصلح تقبيلاً في شفاه الفن؟ وما جدوى تمثيل الفن شخصاً له شفاه فيها تقبيل يشبهها النسيم؟ لا أستطيع أن أخرج من ذلك بشيء.

وألقى الأستاذ كامل الشناوي قصيدة حاول فيها أن يخدع برنات كلماتها وقوافيها، وهذا مطلعها:

فديتها منحة، السحر أعطاها ... والسحر والشعر شيء من عطاياها

وفيه ترى السحر من عطاياها وهي من عطايا السحر. . . أي أنهما يتعاطيان! وقد جانبه التوفيق (الذوقي) في مقارنته بين أم كلثوم وانقسام الذرة. . . لأنهما يتنافسان على المجد

<<  <  ج:
ص:  >  >>