للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في هذا الأوان! ويتساءل أيهما أولى بالمباهاة، ويجيب:

الفن أولى ففيه رحمة وهدى ... الفن قنبلة تأسو شظاياها

ولست أدري كيف يكون الفن رحمة وهدى وقنبلة ذات شظايا. . ولا أخال الأستاذ إلا معتزاً بأن جعل شظايا القنبلة تأسو ولكنا لا نأمنها، وما انفجار الذخيرة في جبل المقطم ببعيد.

وفي القصيدة أبيات لا بأس بها منها:

الصوت بعض هداياها وقد فتنت ... به الخلود فأمسى من هداياها

السندباد البحري:

عرض أخيراً بسينما (ديانا) فلم (السندباد البحري) وهو معرب بأصوات ممثلين وممثلات مصريين، والفلم يقوم على أسطورة من أساطير (ألف ليلة وليلة) فيعرض مغامرات السندباد البحري العجيبة، وما تعرض له خلالها من أهوال، وما بذله من جهود خارقة في التغلب عليها، فقد أغرق (الأمير أحمد) وأخذ (مداليته) السحرية التي مكنته من قهر خصومه وخاصة الأمير الهندي الذي ينافسه في حب الأميرة الجميلة، وأخيراً يدعي أنه الأمير أحمد ويذهب إلى أبيه - أبي الأمير - (اسكندر) كاتم سر (الكنز) الذي يبوح بالسر له وللأمير الهندي ورجل آخر يدعى (عبد الملك الحلاق) فيفرح هذان بمحتويات الكنز ولكنهما يموتان دون الانتفاع بشيء منها، أما السندباد البطل المغوار فيفوز بالأميرة الفاتنة ولا يلقىبالا إلى المال.

ويقال في تقديم هذا الفلم أنه يمثل سحر الشرق وعظمة الشرق، وأنا - والله - لم أجد فيه للشرق رائحة، فضلا عن السحر والعظمة. . . ولكن أقول أنه يمثل الشرق الذي يتصوره أولئك الغربيون أو يحلو لهم أن يتصوروه، لا في هذا الفلم فقط بل في أشباهه (كلص بغداد) و (ألف ليلة وليلة) من تلك الخرافات التي يحب الغربيون أن يتخذوا منها صوراً لحياة البلاد الشرقية في العصور الماضية، وكأنهم يهربون مع خيال هذه الأساطير من واقع الشرق نفسه في تلك العصور، كما يهرب من يزور مصر منهم من حاضرها وحياتها المعاصرة إلى الأهرام وأبي الهول

وليتهم يوفقون في تصوير الروح الشرقية والجو الشرقي في تلك الأفلام التي نرى فيها أشخاصاً وأشياء لا هي شرقية ولا غربية فهم يمسخونها كما يمسخ بعض المؤلفين

<<  <  ج:
ص:  >  >>