الكلاب تتدافع في نهم، وتتهارش في شره، لينال كل واحد منها أوفى نصيب، فلا تستطيع هي أن تمتنع على مَنْ يلغ أو يطعم أو يعبث؟
ما أعجب ما أرى! هذا القانون الأرضي يكبل السارق بقيد من حديد إن سرق دريهمات لا تغني من فقر، ولا تسمن من فاقة، ولكنه يذر اللص يستلب الشرف، ويسطو على العِرض، فلا يغلّه بأصفاد من الرجولة والإنسانية. . .
هذا هو القانون الأرضي حين يتشبث بالتراب ويرسف في الوحل!. . .
لقد طارت الزوجة الخائنة مع شيطان من الناس. . . طارت لتذر زوجها على فراش المرض يقاسي ألم الداء ويعاني هم الزوجة ويحمل - وحده - عبء الأولاد. طارت حين زين لها الشيطان بأساليبه السفلية أن تنفلت من دارها في هدأة الليل وسكونه، فتخلف وراءها راحة الضمير في الدار، ولذة العيش في ظل الزوج وسعادة الحياة بين مرح الأولاد.
وزعمت الزوجة الآبقة أنها ضاقت بهموم الدار، وما فيها سوى زوج مريض معدم ينفق من صبابة تكاد تنضب وهي إلى جانبه يضنيها التعب - كزعمها - ويؤذيها السجن؛ وسوى صبية صغار يلحون في طلب الطعام واللباس، والمدرسة من ورائهم تصر على أن يدفعوا ثمن العلم. ونسيت أن المرأة التي تفر من دار زوجها هي عاهر القلب فاسقة العقل فاجرة الضمير، وأن المرأة التي تهرب من أولادها، وهم ملء العين والقلب والفؤاد، قد انحطت فأصبحت حيوانية النوازع أرضية المشارب.
لقد فزعت الزوجة عن دارها لتحتفظ لنفسها ببهجة الجمال ورواء الشباب ونضرة النعيم، ولتستمتع بلذة الحياة في كنف شاب وضيع وسوس لها فاغترها عن عزة النفس وشرف الترفع وسمو الإنسانية. وأرادت أن تسعد بالشهوة الرخيصة إلى جانب شيطانها فخسرت لذائذ الدنيا السامية في الدار والزوج والولد.
وانطلق الفتى إلى جانبها، وعيناه تشعان فنوناً من الختل والخداع، وحديثه يفيض ألواناً من المكر والمواربة، وقلبه ينبض بصنوف من الاحتقار والزراية، وعقله يضطرم بضروب من الكراهية والمقت. لقد غطى الشيطان على عيني الفتى - حيناً - فإندفع يزخرف الحديث للزوجة ويختلبها بالمظهر البراق، يوهمها أنه شيء وما هو بشيء، وفي طبيعة