للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصنع تمثالا ضخما للفقيدة العظيمة، ليقام في القريب العاجل في أكبر ميدان من ميادين العاصمة!!

هذا في الولايات المتحدة التي يقال عنها إن دويّ الآلات فيها قد طغى على صوت الفن، وإن ضجيج المادة قد أخمد سبحات الروح. . . وليس هذا في الولايات المتحدة وحدها ولكنه في فرنسا وغيرها من البلاد الأوربية، أهل الأدب والفن لهم مكان الصدارة في مواطن التكريم والتعظيم، سواء أكانوا في عداد الموتى أم في عالم الحياة والأحياء، وحسبك أن تعلم أن جنازة الشاعر بول فاليري كانت أعظم وأروع من جنازة أي رئيس من رؤساء الجمهورية الفرنسية، وحسبك أن تعلم أيضاً أنه ما من أديب فرنسي كبير إلا وله تمثال يذكرك به في ميدان من الميادين، أو شارع قد أطلق عليه اسمه، أو دار قد حولت إلى متحف ينتسب إليه. هذا عدا وسائل التخليد الأخرى التي تقوم بها الهيئات والحكومات!

عندهم هذا كله. . وعندنا الأدباء والفنانون يتضورون من الجوع، ويضجون من الغبن، ويصرخون من الإهمال. وعندما يموت أحدهم تقام له حفلة تأبين في نقابة الصحفيين، لا يتهافت عليها كرام القوم بعض تهافتهم على تكريم مطربة من صواحب الصوت الجميل!!

أنور المعداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>