للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شأن وأثر كبيرين، ففيها دعاية لبلادنا وفيها تعريف بأدبنا وثقافتنا، إلى ما يستمده أديبنا الكبير نفسه من ثمرات الأفكار وما يستلهمه من صور الحياة ثم يفيضه علينا في أدبه المصفى.

وذلك هو طه حسين (مالئ الدنيا وشاغل الناس). أنه يعود إلى مصر، فليت شعري، كيف تلقاه مصر؟ هل يتوجه إلى داره ويذهب للتسليم عليه جماعة من الناس، يحمدون الله على سلامته، كأي واحد من آلاف الناس الذين يسافرون ويؤوبون، في تجارة أو لهو؟

قرأت في الصحف أن رجال التعليم الحر سيقيمون له حفلة استقبال، هذا حسن، وهؤلاء قوم يعرفون الواجب. ولكن الأدباء أين هم؟ لا أريد أن أسبق اللوم، فعسى أن يخطر الأمر على بالهم، وليت (عسى) تنفع شيئاً!

ولكن أقول: إن الخطباء والشعراء يسارعون إلى المشاركة في الحفلات التي تقام لرجال السياسة وغيرهم، وأراهم يتقاعس بعضهم عن بعض، لا يكرمون أحداً منهم ولا يحيون ذكر موتاهم، مع أن هذا هو الأكرم لهم والأجدر بهم، ولكن قاتل الله التطلع والأثرة والمنافسة. . .

ولست أدعو إلى تكريم طه حسين لذاته، فالرجل غني بأدبه وصيته عن كل تكريم، وإنما في ذلك معان منها إكرام النفس بعرفان الفضل، وفي ذلك أيضاً مجال للأذهان والقرائح، وتنشيط للحركة الأدبية، وعرس للأدب والفن.

وتحيتي إلى الرجل العظيم الذي يذكر اسمه مجرداً، فيغني عن كل ما تحلى به الأسماء، وهو طه حسين.

من طرف المجالس:

كم في مصر من العبقريات! هذه عبقرية من نوع آخر. . التقينا بصاحبها بفندق الكونتننتال في إحدى أمسيات هذا الأسبوع وعبقريتنا هذا هو الفيلسوف الاقتصادي، أو قل زعيم الفلاسفة والاقتصاديين جميعاً من غير منازع، محمد مختار. . وتجريد اسمه من الألقاب لعظمة الاستحقاق. . . كما أن تجريد اسم (طه حسين) للاستغناء. . وهكذا تتنوع الأسباب والتجريد واحد. .

قدم لنا الدكتور أحمد فؤاد الأهواني ذلك العبقري، وعرفنا به ولم يكن بحاجة إلى تعريف،

<<  <  ج:
ص:  >  >>