فقد كانت (عظمته) بادية في سمته، كما هي كامنة في اعتقاده. . وشاء ظرف معالي حلمي عيسى باشا أن يشير إلى ناحية من نواحي هذه العبقرية التي قلما يجود بمثلها الزمان. . تلك الناحية هي تجديد عبقرينا في النحو، بجر الاسم الذي يقع عليه الفعل وهو لا يعترف بالنصب إلا في حالة واحدة، عندما يدخل على الاسم حرف جر، فإنه يقف في وجه هذا الحرف ليمنعه أن يؤثر شيئاً في الاسم، أو يحمله على نصبه حملا! قال معالي حلمي باشا: كيف يقول الدكتور أحمد أمين في خطبته بالمجمع اللغوي: إن النحو ظل جامداً لم يتطور! ولكن له عذره لأنه لم يسمع مختار بك، ولو سمعه يدحض مذاهب النحويين بالقراءة على غير مقتضاها لغير رأيه. .
ولكن الفيلسوف الاقتصادي الكبير لا يلقي بالاً إلى النحو، فهو يتكلم بالسليقة، وهو يوجه همه إلى الفلسفة والاقتصاد. وقد أجمع أهل المجلس على الرغبة في سماع شيء من إنتاج عبقريته، فأخرج من جيبه مقالا عنوانه (فلسفة الحياة) وهو مقال صغير في مبناه كبير في معناه. . . تتجلى روحه الفلسفية في مستهله إذ يقول:(الله سبحانه جلت قدرته خلق الإنسان مكوناً من مادتي الجسد والروح، وتصل الفلسفة إلى قمتها عندما يقول (إذا فقد شخص ما مكانته الاجتماعية إذ كان موظفاً وأحيل على المعاش شعر بنقص كبير في شخصية مكانته الاجتماعية فيسعى لإظهارها بأن يعمل عضواً برلمانيا أو تجاريا أو محامياً) أرأيت مثل هذه الفلسفة في (الحث على العمل)؟
وقد أراد الأستاذ الزيات أن تتحلى الصفحة الأولى من (الأهرام) بذلك المقال. ولكني ضننت به على الأهرام، وأخذته لتحليله وعرض فكرته الهائلة في (الرسالة) ولا يسعني بعد ذلك إلا أن أنبه على وجوب اختيار هذا العبقري الفيلسوف وزيراً لأي وزارة. . تحقيقاً لرغبة أصحابه ومجالسيه في الكونتننتال، وتحقيقاً لرغبته هوأيضاً فالتواضع لا يحسن في كل حال.
عقبال البكاري:
كان مخرجو الأفلام المصرية يعمدون إلى خلق المناسبات وأدنى الملابسات ليظهروا في مناظرها الراقصات والمغنين والمغنيات والمضحكين والمضحكات، ويُعد من الأفلام الجيدة ما تقدم هذه العناصر والمظاهر مع موضوعه الهزيل كي تستر نقصه وتغطي هزاله. . .