ويأخذه الجزار على أنه في الرغبة من زواج أخته، ويضرب الموعد لكتابة (العقد). . . وأي عقد؟ أهو عقد الإيجار، أم عقد الزواج؟ كل يفهم ما يريد. . . ويعد الجزار لعرس أخته، ويقبل حمدي ليؤجر الشقة. . . ثم يرغم على الزواج، إذ يهدد بالسكاكين إن لم يقبل، حتى لا تتعرض سمعة العائلة للقيل والقال.
ويجري كل ذلك سريعاً سريعاً، ويدور الرقص في الفرح، وتعلم تحية فتعود إلى (الصالة) بعد أن تركتها وتستأنف الرقص. ثم يهرب حمدي من العروس التي أكره عليها، ويحصل الجزار من (قسم البوليس) على أمر بالقبض على العريس أينما وجد. ولأول مرة - فكل ما في الفلم أول - نرى أمر القبض على زوج هارب من زوجته، والأمر من (عسكري البوليس) لا من وكيل النيابة! ولم هذا الأمر يا ترى؟ ليذهب به الجزار إلى ميدان سباق الخيل بالإسكندرية حيث ذهب إلى هناك حمدي وتحية ومن معهما ليشاهدوا الحصان (سعد السعود) الذي خرجت باسمه ورقة النصيب التي معه، فيطالبه بمؤخر الصداق وهو ألفا جنيه، ويهدده بأمر القبض عليه. . . وبعد أخذ ورد يتفقان على أن يتنازل الجزار عن ألفي الجنيه ويدفع خمسة آلاف أخرى لقاء ورقة النصيب التي أيقن أن حصانها سيسبق ويربح عشرة آلاف جنيه، ثم يخفق الحصان. وينتهي الفلم بمنظر حمدي وتحية مسرورين بخمسة الآلاف
ويلاحظ أن الجزار يطالب بمؤخر صداق أخته، ويساومه زوجها حمدي، وهذا أيضاً تجديد نوجه إليه الأنظار، فالمتبع ألا يطالب بمؤخر الصداق إلا عند الطلاق، ولكن هنا لا يجري للطلاق أي ذكر، ومع ذلك يتساوم الطرفان على مؤخر الصداق، والسؤال الحائر هو: لماذا لم يطلق حمدي أخت الجزار؟ وهل يكفي أن يوقع له أخوها بأنه تسلم مؤخر المهر لتكون هي طالقاً؟
ومن العبث أن يتحدث الناقد في مثل هذا الفلم عن رسم الشخصيات، فليس فيه شخصية مرسومة، حتى الرسام الذي لم نجد في مرسمه شيئاً من روائع فنه!
وقد عرض الفلم - لأول مرة - في هذا الأسبوع بسينما الكورسال بالقاهرة، وهو من تأليف أبو السعود الأبياري وإخراج إبراهيم عمارة. ومثل (حمدي) محمود المليجي، وهو ممثل عرف بالإجادة في أدوار الشر، وكان بهذا الفلم في دور البطل المحبوب، وقد وفق