مكتبة النادي الذي دهش لمرأى الأستاذ المازني في الثالثة بعد الظهر فهرع إليه بقول: أستاذنا الكبير. . . أهلا بأديب العربية. . . ما هذه المفاجأة السارة؟. . . لقد كنا نود أن تشرفونا بزيارتكم في وقت غير هذا الوقت. . . فالأعضاء متغيبون، ومع ذلك فأهلا بكم!
فوقف الأستاذ المازني حائراً، ووقف الوفد مشدوهاً.
وبدأت الاعتذارات ممتزجة بتصبب العرق وفرك اليدين، وساد النادي صمت رهيب، ولم ينقذ الموقف إلا فرقة من الكشافة قد عرجت على النادي مصادفة لتستريح قليلاً من عناء رحلة شاقة فعلمت بوجود الأستاذ المازني في النادي وراحت تشق عنان السماء بالهتاف: يعيش المازني. يا. . يا يعيش!. . نريد كلمة من المازني!
ووقفت الكشافة في صفين متقابلين، فاستعرضهم الأستاذ المازني، وألهب نفوسهم بخطاب وطني جارف. . وترك النادي بين هتافاتهم وتصفيقهم الحاد.
فلما روى لي رحمه الله هذا الحادث العجيب، سألته مداعباً: أترون في الأمر سوء تفاهم أم (مقلباً)؟. .
فأجاب وهو يضحك: والله لا أدري. . ولكنه حادث طريف يصلح للكتابة!. .
ليماسول (قبرص)
نجاتي صدقي
ماذا؟
في البريد الأدبي في العدد ٨٤٧ من الرسالة قرأت من الأستاذ راجي الراعي رداً على سؤال وجه إليه. . كان السؤال معقولاً ولكن الرد كان عجيباً. . لم يفهم الأستاذ دسوقي حنفي معنى لنداء بعثه الأستاذ الراعي إلى الشمس فقال لها (يا ابنة الله) ثم (يا عين الله) وأراد الأستاذ الراعي أن يجيب ولم يكن ثمة داع للإجابة. . قلم شط في التعبير وكان الله غفوراً رحيما. ولكنه قال لنا إنها لغة غير لغة الناس. . . إذن فقد كنت في السماء مع الشمس. . . أو هكذا يقولون هناك! غير لغة الناس يا سيدي. فأي لغة هي؟ حسبنا الله الواحد الأحد لم يولد ولم يلد. . . هكذا نقول نحن الناس. . . فهو إذن والد في لغة غير لغتنا. . . أستغفره لهذه اللغة وأسأله لها الرحمة والتوبة والهداية.