للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو تركت لقلمي العنان أن يسجل ما رأيت في هذا الحلم الغريب لما انتهيت من السرد والوصف، فقد امتلأ المكان حولي برزم مربوطة وحرائر مشجرة ومطرزات وعشرة آلاف من مواد أخرى كافية لأن تملأ شارعاً بمخازن مملوءة بالدمى. وأقبلت إحدى السيدات تحمل زوجها الذي لم يكن ثقيلا وتحمل في الوقت نفسه علاوة على ذلك ربطة كبيرة من الأشرطة الحريرية الهولندية، وعندما ضاقت بحمليها ووجدت أنها لا تستطيع الاحتفاظ بكليهما أسقطت بعلها الصالح وحملت الأشرطة وتابعت سيرها. وبالاختصار لم أجد سوى زوج واحد مع هذه الأمتعة وكان إسكافياً نشيطاً. لقد كان يرفس ويهمز رجليه وهو محمول على أكتاف زوجته، وقيل لي بعدئذ إن يوماً من أيام حياتها لم يمر دون أن يعاقبها بالضرب الشديد.

ولن أستطيع إتمام هذه الرسالة يا صديقي المحرر من غير أن أخبرك عن خاطر عجيب مر بي في رؤياي. فقد رأيت كما خيل إلي عشرات النساء منهمكات في سحب رجل واحد لم أتبينه أول وهلة حتى اقترب مني وبانت ملامحه فإذا به أنت. وقد صرحن أن ذلك لأجل إنتاجك الأدبي، وليس لشخصك، على شرط أن تستمر في تحرير السبكتاتور. فإذا وجدت في هذا الحلم ما يلائمك فهو تحت تصرفك يا عزيزي المحرر. وأنا صديقك في النوم واليقظة.

ويل هوني كومب

سيرى السيدات كما خبرتهن كثيراً، أن (ويل) رجل من الطراز القديم في التهكم والمجون في المدينة، وهو هنا يظهر مواهبه بالتهكم على الزواج كرجل جرب حظه مراراً عديدة في هذا المضمار وخاب. وعلى كل حال لم أستطع إهمال رسالته لأن القصة الحقيقية التي بنى عليها رسالته مما يرفع رأس المرأة عالياً، وأنه في سبيل إيذائهن قد جنح به المنطق إلى الرؤى والخيال.

(بغداد)

ماهرة النقشبندي

<<  <  ج:
ص:  >  >>