التحليل النفسي يعزو إلى العقل الباطن الإنتاج الأدبي الرفيع وقد عبر الشعراء من العرب والإفرنج عن هذا العقل بأنه قوى خفية تلهم، وسموها شياطين.
وإذا كان الشعر يحلق بجناحين من الخيال فقد حق للشعراء أن ينطلقوا مع خيالهم فينسبوا شعرهم إلى قوى وراء حسهم، وتصورهم هذه القوى شياطين ألصق بالخيال وأدنى إلى الشعر من التحليل النفسي الذي يرجع الإنتاج الأدبي إلى العقل الباطن للشاعر، أي إلى الشاعر نفسه.
لست بهذا أهيم مع الشعراء وأجحد حقائق العلم، وإنما أقرر أن الشعراء كانوا موفقين في تخيلهم وفي دعواهم أن شياطينهم تلهمهم أو تملي عليهم. . .