للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من مجموع الإنتاج. بينما تستخرج أكثر كميات الفحم في روسيا باليد. وتشكو مناجم الفحم، ككل الصناعات الروسية من قلة الأيدي العاملة المنتجة. فقد وجد أحد مهندسي المناجم وهو سويدي زار منطقة الفحم في روسيا مهندساً روسياً واحداً لا يزال على قيد الحياة وميكانيكياً وقوميسيراً سياسياً واحداً ومجموعات من العمال يحرس كل أربعة منهم جندي مسلح. فإن عدد العمال الذين يخضعون لنظام العمل الإجباري في روسيا يفوق أي عدد آخر من عمال المصانع الأحرار المستخدمين في المصانع الروسية، إلا أن العامل المستعبد في ظل النظام الروسي الاقتصادي لا ينتج بنفس الكفاءة التي ينتج بها العامل الحر في ظل الأنظمة الاقتصادية. ولقد بذلت المحاولات في مشاريع السنوات الخمس الأولى لتدريب العمال المهرة بواسطة المدارس الفنية الخاضعة للدولة، ولكن رغم ذلك عندما جاء عام ١٩٣٦ لم تجهز هذه المؤسسات غير حوالي مليون عامل وظل التقدم في هذا الاتجاه بطيئاً. ويهدف مشروع ستالين الحالي تجهيز الصناعات الروسية بستة ملاين عامل مدرب، وعندما يتحقق هذا الهدف الذي يعتبر غاية آمال الروس يكون الاتحاد السوفيتي قد حصل على عدد من العمال يساوي عدد العمال الذين يشتغلون في إنتاج السيارات فقط في الولايات المتحدة.

ولآن نتساءل عن القنبلة الذرية وعن الموعد الذي تستطيع فيه روسيا أن تصنع القنبلة بكميات كبيرة:

إن العلماء الأمريكيين والإنجليز مقتنعون بأن العلماء الروس يعرفون الطرق العامة لصنع القنبلة ولو أنهم لا يعرفون الخطوات الحقيقية التي (تفجر فيها القنبلة وترمى). إلا أن أغلب المشاكل الصعبة بالنسبة للروس هي بناء المصانع المعقدة التي لا بد منها لإنتاج القنبلة الذرية، لأن إنتاجنا يحتاج إلى مقدرة تفوق حد الوصف. فالبراميد يحتاج إلى عمليات معقدة والإشعاع الراديومي مثلا يحتاج إلى سيطرة آلية هائلة إذ أن إقامة مصنع للقنابل الذرية يجب أن يوضع وفق تصميم يستطيع أن يعمل بموجبه المعمل وحده بلا إشراف العمال عليه. وبالقياس إلى هذا المستوى العلمي الفائق في القابلية العملية تعتبر روسيا متأخرة. فمن حيث الكفاءة الإنتاجية التي تعتبر مفتاح صنع القنبلة الذرية تتأخر روسيا عن الولايات المتحدة والدول الغربية بمعدل (٢٢) سنة إلى الوراء.

والخلاصة، أن تهديد روسيا للعالم تهديد حقيقي لاشك فيه، ولكن روسيا بدرجة من الضعف

<<  <  ج:
ص:  >  >>