الثقفي العراقيين في عهد عبد الملك بن مروان فقابل الشيعة بالضد وحمل الناس على اتخاذ هذا اليوم عيداً وألزمهم لباس الثياب الفاخرة وتناول الأطعمة الشهية واتخاذ صنوف الحلوى والافتنان فيها ومنها الحبوب المطبوخة باللبن والسكر وكان من نتيجة ذلك أن وقعت مصادمات دامية بين الشيعة والسنة وحدثت مجازر مؤلمة بين المسلمين وقانا الله شرها.
حتى إذا قامت الدولة البويهية في العراق جعلت الاحتفال بذكرى مصرع الحسين أمراً رسمياً تلتزم القيام به الدولة المستولية على أزمة الحكم. قال السيوطي في (تاريخ الخلفاء)، وفي سنة ٣٥٢ هـ يوم عاشوراء ألزم معز الدولة (البويهي) الناس بغلق الأسواق ومنع الطباخين من الطبيخ ونصبوا القباب في الأسواق وعلقوا عليها المسوح (والمسوح جمع المسح وهو الكساء من شعر، وما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفاً وقهراً للجسد) قال السيوطي وأخرجوا نساء منشرات الشعور يلطمن في الشوارع ويقمن المآتم على الحسين! وهذا أول يوم نيح عليه ببغداد. واستمرت هذه البدعة سنين: وفي ١٨ ذي الحجة منها عُمل عيد غدير خم وضربت الدبادب (والدبادب جمع الدبداب وهو الطبل سمي بذلك حكاية لصوته).
وقال ابن الأثير في أخبار سنة ٣٥٢ هـ وفي هذه السنة عاشر محرم أمر معز الدولة الناس أن يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء وأن يظهروا النياحة ويلبسوا قباباً عملوها بالمسوح، وأن يخرجوا النساء منشرات الشعور مسودات الوجوه قد شققن ثيابهن يدرن في البلد بالنواح ويلطمن وجوههن على الحسين بن علي (ع) ففعل الناس ذلك. ولم يكن للسنية قدرة على المنع منه لكثرة الشيعة ولأن السلطان معهم. وفي ١٨ ذي الحجة أمر معز الدولة بإظهار الزينة في البلد وأشعلت النيران بمجلس الشرطة وأظهر الفرح وفتحت الأسواق بالليل كما يفعل ليالي الأعياد، فعل ذلك فرحاً بعيد غدير (وضربت الدبادب والبوقات وكان يوماً مشهوداً) وقال أبو المحاسن في (النجوم الزاهرة) في حوادث سنة ٣٦٣ وفيها أعاد عز الدولة يختار النوح في يوم عاشوراء إلى ما كان عليه.
وقال ابن الجوزي في المنتظم في أخبار سنة ٣٥٢ فمن الحوادث فيها أنه في اليوم العاشر من المحرم غلقت الأسواق ببغداد وعطل البيع ولم يذبح القصابون ولا طبخ الهراسون ولا ترك الناس أن يستقوا الماء ونصبت القباب في الأسواق وأقيمت النائحة على الحسين (ع).