للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيوب من اتخاذ يوم عاشوراء يوم سرور وتبسط وكلا الفعلين غير جيد والصواب ترك ذلك والاقتداء بفعل السلف فقط.

وكان الفاطميون ينحرون يوم عاشوراء عند القبر (أي قبر رأس الحسين (ع) الذي نقله الأفضل بن أمير الجيوش من عسقلان في فلسطين إلى مصر) - الإبل والبقر والغنم ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتل الحسين (ع) ولم يزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم.

قال ابن زولاق في كتاب (سيرة المعز لدين الله): في يوم عاشوراء من سنة ٣٥٣ هـ انصرف خلق من الشيعة وأشياعهم إلى المشهدين قبر كلثوم ونفيسة (يقول المقريزي أن السيدة كلثوم هي بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق (ع) والسيدة نفيسة هي بنت الحسن بن زين العابدين بن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وقد توفيتا بمصر ودفنتا هناك) ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالتهم بالنياحة والبكاء على الحسين (ع) وكسروا أواني السقاءين في الأسواق وشققوا الروايا وسبوا من ينفق في هذا اليوم ونزلوا حتى بلغوا مسجد الريح وثارت عليهم جماعة من رعية أسفل فخرج أبو محمد الحسين بن عمار وكان يسكن هناك في دار محمد بن أبي بكر وأغلق الدرب ومنع الفريقين ورجع الجميع فحسن موقع ذلك عند المعز ولولا ذلك لعظمت الفتنة لأن الناس قد أغلقوا الدكاكين وأبواب الدور وعطلوا الأسواق وإنما قويت أنفس الشيعة بكون المعز (الفاطمي) بمصر. وقد كانت مصر لا تخلو منهم في أيام الإخشيدية والكافورية وكانوا يجتمعون في يوم عاشوراء عند قبر كلثوم وقبر نفيسة. وكان السودان وكافور يتعصبون على الشيعة وتعلق السودان في الطرقات بالناس ويقولون للرجل من خالك؟ فإن قال معاوية أكرموه، وإن سكت لقي المكروه وأخذت ثيابه وما معه حتى كان كافور قد وكل بالصحراء ومنع الناس من الخروج.

وقال المسبحي (قال لي الدكتور مصطفى جواد هو عز الدين المسبحي له كتاب مفقود في تاريخ الدولة الفاطمية ومسبح هنا اسم مفعول من سبح بالتشديد) - وفي يوم عاشوراء من سنة ٣٩٦ هـ جرى الأمر فيه على ما يجري كل سنة من تعطيل الأسواق وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة ونزولهم مجتمعين بالنوح والنشيد؛ ثم جمع بعد هذا اليوم قاضي

<<  <  ج:
ص:  >  >>