القضاة عبد العزيز بن النعمان سائر المنشدين الذين يتكسبون بالنوح والنشيد وقال لهم لا تلزموا الناس أخذ شيء منهم إذا وقفتم على حوانيتهم ولا تؤذوهم ولا تتكسبوا بالنوح والنشيد، ومن أراد ذلك فعليه بالصحراء. ثم اجتمع بعد ذلك طائفة منهم يوم الجمعة في الجامع العتيق بعد الصلاة وأنشدوا وخرجوا على الشارع بجمعهم وسبوا السلف فقبضوا على رجل ونودي عليه هذا جزاء من سب عائشة وزوجها (ص) وقدم الرجل بعد النداء وضرب عنقه.
وقال ابن المأمون وفي يوم عاشوراء يعني سنة ٥١٥ هـ (وذلك في عهد الآمر بأحكام الله سنة ١١٢١ م) عبئ السماط بمجلس العطايا من دار الملك بمصر التي كان يسكنها الأفضل ابن أمير الجيوش وهو السماط المخصص بعاشوراء وكان يعبأ في غير المكان الجاري به العادة في الأعياد ولا يعمل مدورة خشب بل سفرة كبيرة من أدم والسماط يعلوها من غير مرافع نحاس وجميع الزبادي أجبان وسلائط ومخللات، وجميع الخبز من شعير وخرج الأفضل من باب (فرد الكم) وجلس على بساط صوف من غير مشورة واستفتح المقرئون واستدعى الأشراف على طبقاتهم وحمل السماط لهم وقد عمل في الصحن الأول الذي بين يدي الأفضل إلى آخر السماط عدس أسود ثم بعده عدس مصفى إلى السماط ثم رفع وقربت صحون جميعها عسل نحل.