أيضاً، فإما ألا تتزوج لتأمن الطمع والطماعين، وإما أن تتزوج على غير بصيرة كعادتنا).
وقولها ساخطة على سياسة بعض الآباء (لا أحب الرجل يتكبر على أهله وأولاده فيظهر لهم بمظهر الجبار العنيف ويظن أن ذلك استجلاب للهيبة وهو لا يعلم بما يشعرون، وهذا التجبر من جانب الأب يضعف الأخلاق في الطفل ويفسدها إذ يربي فيه الجبن والذل ثم الاستبداد متى كبر).
والإصلاح عادة وليد النقد، وباحثة البادية قد حاولت الإصلاح عن طريق النقد، فرأيناها تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة بقلبها ولسانها! فمن خطبها في نادي حزب الأمة (والأوفق أن نسعى للوفاق جهدنا ونزيل سوء التفاهم والتحزب لنحل بدلهما الثقة والإنصاف ولنبحث أولاً في نقط الخلاف).
أما شعرها فهو عصارة روحها وذوب نفسها، إذ تغلب عليه خفة الروح تارة وتهكم الشديد تارة أخرى! هذا إلى بعده عن العقيد وذخره بالمعاني ودلالته على نضوج الفكر، ومنه في رثاء عائشة التيمورية:
إلا يا موت ويحك لم تراع ... حقوقاً للطروس ولا اليراع
تركت الكتب باكية ... بكاء يشيب الطفل في عهد الرضاع
فذب يا قلب لا تك في جمود ... وزد يا دمع لا تك في امتناع
سنبقى بعد عائشة حيارى ... كسرب في الفلاة بغير راع
ومنه في الفتاة:
إن الفتاة حديقة وحياؤها ... كالماء موقوفاً عليه بقاؤها
بفروعها جري الحياة فتكتسي ... حللاً يروق الناظرين رواؤها
لا خير في حسن الفتاة وعلمها ... إن كان في غير الصلاح رضاؤها
فجمالها وقف عليها إنما ... للناس فيها دينها ووفاؤها
وفي الفتاة تقول:
مجد الفتاة مقامها ... في البيت لا في المعمل
والمرء يعمل في الحقول ... وعرسه في المنزل
ومن قولها في السفور والحجاب ترد على شوقي بك: