للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد ألفت كتب في هذا الموضوع استعرضت تاريخ الفاجعة بصورة مسهبة فضفاضة وشحنت بالقصائد لمعولة باللغة الفصحى والعامية كما أنه نشأ في الأدب الفارسي والأدب الهندي والتركي أيضاً قصائد طويلة تردد مأساة كربلاء ونرى أبناء هذه الأمم ينشدونها عندما يقدمون العراق لزيارة قبر الإمام الشهيد في كربلاء أو أبيه في النجف الأشرف وأن أبرز رثاة الحسين (ع) في الأدب العربي هو السيد حيدر الحلي وقد عرفنا به كتاب (العراقيات) بأنه كان رحمه الله شاعر العراق على الإطلاق حُلّى البلد (نسبة إلى مدينة الحلة على الفرات قرب أطلال بابل التاريخية) هاشمي النسب ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وقد ولد في شعبان في سنة ١٢٤٦ وتوفى في ربيع الآخر من سنة ١٣٠٤هـ وعرف بشاعر أهل البيت حيث انتحى في أكثر شعره مدحهم ورثاهم؛ وقد بلغ من رثائهم درجة سامية لم يدع فيها سبقاً لمستبق من مقدما الشعراء ومتأخريهم. على أنه لم يقصر في النسيب والفخر والمديح عن غيره من فطاحل شعراء العراق قال في رثاء سيدنا الحسين (ع)

قد عهدنا الربوع وهي ربيع ... أين. .؟ لا أين انسها المجموع

درج الحي أن تتبع عنها ... نجع الغيثأمبدهياء ربعوا

لا تقل شملها النوى صدعته ... إنما شمل صدري المصدوع

كيف أعدت بلسعة الهم قلبي ... وثراها يرقى به الملسوع

سبق الدمع حين قلت سقتها ... فتركت السما وقلت الدموع

فكأني في صحنها وهو قعب ... أحلب المزن والجفون ضروع

بت ليل التمام أنشد فيها ... هل لماض من الزمان رجوع

شاطرتني بزعمها الداء حزناً ... حين أنت وقلبي الموجوع

يا طروب العشي خلقك عني ... ما حنيني صبابة وولوع

لم يرعني نوى الخنيط ولكن ... من جوى الطفَّ راعني ما يروع

قد عذلت الجزوع وهو صبور ... وعذرت الصبور وهو جزوع

عجباً للعيون لم تغد بيضا ... لمصاب تحمر فيه الدموع

وأسى شابة الليالي عليه ... وهو للحشر في القلوب رضيع

<<  <  ج:
ص:  >  >>