وإني لأؤكد أن الباكستان في قومتها دولة إسلامية لم تقم لخدمة بنيها فقط، وإنما قامت لخدمة الإسلام أنى وجد، فكثيراً ما كانت تناهض إنجلترا لإصدارها وعد بلفور بصدد فلسطين.
وكثيراً ما حاولت إنقاذ هذه البلدة من مخالب الصهيونية لأنها تؤمن بأنها بلادتهم المسلمين أجمعين. ولا أضنني أخالف الواقع إن قلت أن زعيمنا الخلد الذكر محمد علي جناح كان ينذر العالم الإسلامي منذ قديم الزمان باحتمال قيام الخطر الصهيوني، وها قد تحققت مخلوفة، وأصبحنا نذر الخطر تبغي الأنقاض علينا. الحق يحضنا على ذلك فقد ورد في القرآن الشريف (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) وليس هناك إلا تقوية الجيوش وحشد القوات، لأن هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم اليوم وليس هناك إلا إنشاء المصانع وعمل الذخائر، فنحن اليوم في عالم خلا من وازع الضمير، وضاع فيه معنى الحق ومرمى الشرف وأصبحت الكلمة للمدافع والهيبة للقوي، فماذا يمنعنا والحالة هذه أن نعمل لهذه القوة وما الذي يحول دون بلوغنا هذه الغاية؟
لقد آمنت الباكستان بكل هذه وراحت تقوي جيوشها وأسطولها، وليس معنى هذا أنها تطلب سيادة أو تريد إيقاع العدوان على أحد، بل هي تريد أن تبقى محترمة مرهوبة الجانب لما قد يهددها، وتضرب من يهاجمها. . . . . .
توخيت في هذه العجالة أن أبين مدى ارتباط الباكستان بالشرق، وكيف نريد ونأمل أن يكون عليه هذا الأخير من قوة ومنعة، لأننا نريد للإسلام رفعة الشأن وقوة الجانب، وليس هناك للإسلام موطن، وليس له حدود. . . . . .
واجب أن أنوه بأن كلامي هذا لا يشتم منه رائحة العنصرية ولا المذهبية، وأريد أن أزيد بأنني لست متعصباً ضد أية ديانة أو مذهب، وإنما أنا متعصب لديني، ومتعصب لبلادي أريد لها ولمن يشترك معها أن يترسموا الطريق نحو العزة والسؤدد وأن يصلوا إلى المكانة العليا التي يهيئها لهم إيمانهم ودينهم وتسامحهم. . . . . . و (ويرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات).