للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلىالسرى بن يحيى يذكر عن شعيب بن إبراهيم أنه حدثه سيف بن عمر). فكان شعيب بن إبراهيم إذا من تلامذة سيف بن عمر ورواته وحامل كتبه والمقربين لديه.

وشعيب بن إبراهيم مثل شيخه لا نعرف من أمره مع الأسف شيئا، وقد طعن أصحاب علم الرجال فيه، وقالوا إن فيه جهالة وفيه بعض النكرة. وهي أقوال قيلت في أكثر الرجال الذين مالوا إلىالأخبار، وقيلت أقوال أخرى أشد من هذه في أناس أعرف عندنا من سيف، ومن شعيب، ومن السرى بن يحيى، مثل إسحاق صاحب السيرة الشهير، والواقدي محمد بن عمر المتوفى سنة ٢٠٧ للهجرة. وابن الكلبي، وفي أناس أرفع من هؤلاء في نظر أهل الحديث مثل عبد الملك بن جريج. فلا غرابة إذا رأينا كتب الرجال وهي تجرح هؤلاء: السرى بن يحيى وشعيب بن إبراهيم وشيخه سيف بن عمر. وسبب ذلك على ما يظهر انشغالهم برواية الأخبار. وقد كان الاشتغال بهذا الفرع في القرنين الأولين من الأمور التي لا ترفع من شأن الرجل في نظر المحدثين.

وتتصل رواية الطبري عن سيف بن عمر بطريق آخر: طريق عبيد الله بن سعيد الزهري المتوفى سنة ٢٦٠ للهجرة. وقد ورد اسمه في (٤٠٠) موضع من تأريخ الطبري. وقد نقل روايات (سيف) عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري نزيل بغداد المتوفى سنة ٢٠٨ للهجرة وكان رواة (سيف) وكان من رجال الحديث، كما كان من رجال التأريخ والأدب. وقد ورد اسمه في (٣٩) موضعاً من تأريخ الطبري ورد لأول مرة في حوادث سنة (١٠) للهجرة في خبر حجة الوداع ومرض الرسول. وقد نقل خبره عن سيف. ويظهر من هذا الموضع ومن مواضع أخرى أنه كان لسيف كتب أخرى في السيرة وفي الأحداث الأخرى. ربما لم تلق رواجاً، أو حدث لها ما سبب فقدانها فلم يصل خبرها إلىابن النديم وغير ابن النديم.

واعتمد الطبري في فصل الفتوح على كتاب سيف كذلك، وقد أخذ المتن من (السرى بن يحيى) في الغالب، واعتمد عليه في أخبار الفتن التي قامت على عثمان مثل فتنة (عبد الله بن سبأ) التي أظهرها في البصرة عام (٣٣) للهجرة. وقد نقل سيف روايته عن (عطية بن الحارث أبو روق الهمداني من كبار رواة الأخبار في الكوفة ومن مشاهير المفسرين. وهو من رواة عكرمة والضحاك بن مزاحم. وقد ورد اسمه في (٤٦) موضعاً من تأريخ الطبري

<<  <  ج:
ص:  >  >>