القيم المفقود. ولعل له كتاباً في معركة (صفين) هو الكتاب الذي نقل منه (نصر بن مزاحم) في بعض الأماكن من كتابه (وقعة صفين).
ورد أسم (سيف بن عمر) في أكثر من (٣٠٠) موضع من تأريخ الطبري، ورد لأول مرة في حوادث سنة (١٠) للهجرة وهي السنة التي بدأ مسيلمة فيها بادعاء النبوَّة في حياة الرسول. وورد أسمه لآخر مرة في حوادث سنة (٣٦) للهجرة وفي ابتداء علي بن أبي طالب بالخروج إلىصفين. ثم تنتهي أخبار سيف عند هذا الحد وتنقطع. فهل يعني هذا أن صاحبنا لم يشتغل إلا في الردة ومعركة الجمل؟
يحدثنا ابن النديم عن سيف فيقول: أحد أصحاب السير والأحداث وله من الكتب، كتاب الفتوح الكبير والردة، كتاب الجمل ومسير عائشة وعلي، وروى سيف عن شعيب ابن إبراهيم). فيظهر من كلام ابن النديم انه كان صاحب مؤلف كبير في الفتوح. يظهر أنه فقد مع الأسف، ولعل له عدداً من المؤلفات الأخرى لم يصل خبرها إلىمسامع ابن النديم.
وأخذ الطبري أخبار (سيف) عن طريق آخر هو طريق شيخه (السرَّى) الذي ورد اسمه في (٢٤١) موضعاً من تأريخ الطبري. ورد لأول مرة في أخبار الردة، وورد لآخر مرة في حوادث سنة ١٤٥ للهجرة، في معرض الكلام عن تأسيس مدينة بغداد. والسرى الذي يقصده الطبري هو: السرى بن يحيى من رواة شعيب بن إبراهيم الكوفي رواية كتب سيف بن عمر. وقد قال ابن حجر العسقلاني عن شعيب ابن إبراهيم فيه جهالة، ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار وفيه بعض النكرة ولا نعرف من أمرهما مع الأسف شيئاً مع كثرة ورود اسميهما في تأريخ الطبري.
لم يكن سيف بن عمر رواية شعيب بن إبراهيم كما ورد ذلك في كتاب الفهرست لابن النديم وفي كتاب (ميزان الاعتدا) للذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ للهجرة. والصحيح هو العكس. فقد كان شعيب بن إبراهيم رواية كتب سيف، وقد صرح بذلك ابن حجر العسقلاني في كتابة (لسان الميزان). كما أن الطبري نفسه يفند رأي الفهرست وميزان الاعتدال في جميع المواضع التي وردت فيها أخبار سيف حيث يقول مثلاً (وحدثني بهذا الحديث السري عن شعيب بن إبراهيم عن سيف). أو (حدثنا السرى قال أخبرنا شعيب قال حدثنا سيف) أو (كتب إلىالسرى بن يحيى عن شعيب عن سيف) أو (قال أبو جعفر فيما كتب به