عبد الملك بن عبد العزيز الرومي المتوفى سنة (١٥٠) من أوائل المؤلفين في الإسلام. وكانت له كتب تتداولها الأيدي عرفت عند أصحابه بكتب الأمانة. يظهر أنها كانت مبوبه ومرتبه على فصول. وهو من المشتغلين بالسيرة والمغازي بالإضافة إلىالفقه والحديث. وأخذ عن أستاذ آخر هو موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير المتوفى سنة ١٤١ للهجرة من محدثي المدينة ومن قدماء المشتغلين بالسيرة والمغازي. وهو ثقة أهل المدينة في السيرة، قال عنه الإمام مالك: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة؛ أو عليكم بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبه فإنها أصح المغازي. وهي شهادة ذات قيمة، فقد كان الإمام صعب الأرضاء، لا يعطي مثل هذه الشهادة إلا بعد امتحان.
وقد نقل من مغازيه عدد من العلماء مثل ابن جريج والواقدي وابن عيينة، وعرف مؤلفه عند المشائخ بمغازي موسى بن عقبه. وقد عثرت على قطعة منه حفظت في خزانة كتب برلين. وكان من مشائخ سيف، رجال معروفون في عالم التاريخ، لهم أسماء بارزة ترد في أكثر الكتب التي تبحث عن صدر الإسلام أمثال محمد بن السائب الكلبي عالم الكوفة ومرجع أهل الأخبار والأنساب المتوفى سنة (١٤٦هـ) ومن المؤلفين، وأمثال محمد بن إسحاق صاحب السيرة المعروف، وحامل طريقة أهل المدينة في كتابة السيرة إلىأهل العراق. وأمثال هؤلاء ممن قد يخرجنا البحث عنهم عن الاستمرار في وحدة الموضوع.
واقتبس من كتب (سيف) عدد من المؤرخين، منهم، نصر بن مزاحم المنقري المتوفى سنة (٢١٢) للهجرة، صاحب كتاب (وقعة صفين) والطبري أبو جعفر محمد بن جرير، في (أخبار الردة) والظاهر أنه استعان بكتاب (سيف) بالذات كالذي يفهم من قول الطبري (حكى الطبري عن سيف في كتابه عن أبي عثمان. . .). أو (ذكر سيف عن أبي الزهراء القشيري عن رجل من بني قشير. . .) ومن عادة الطبري استعمال مثل هذه العبارات عند النقل من الكتب، وإلا فيذكر السند، إلا في الحوادث التي وقعت في أيامه أو في أيام ليست بعيدة عنه. واستعان الطبري بكتاب آخر من كتاب سيف هو (كتاب الجمل ومسير عائشة وعلي) وقد أخذ سيف أقواله من مظانها الأصلية، ومثل شهود عيان شهدوا المعارك، أو ثقاة سمعوا من الشهود الثقاة، وقد ذكرت أسماء قسم منهم في موضعه من تأريخ الطبري، في القطع التي انتزعها من ذلك الكتاب. فحفظ لنا (ابن جرير) بذلك نماذج من هذا المرجع