ومن القصائد الجيدة قصيدة الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي ومطلعها:
عد للخميلة كالربيع الناضر ... يا نفحة الشادي وأنس السامر
وكانت قصيدة الأستاذ أحمد مخيمر أدنى إلىالتحليل، ومن قوله بعد أن تحدث عن السياسة وتلونها:
واليوم نأنس للنور الذي فقدوا ... واليوم نفرح بالمجد الذي خسروا.
وقد ألقاها الأستاذ عبد الفتاح الشناوي إلقاء جيداً. أما الأستاذ العوضي الوكيل فقد دفع بقصيدته إلىمن يلقيها، فإنتهز الفرصة وجعل يخطب قبل أن يلقي، وقد أساء إلىالنحو واللغة في الخطابة والإلقاء، عوض الله العوضي خيراً. . .
شؤم ابن الرومي:
كتب أحد الأدباء بتوقيع (م. ف. ع) بجريدة المصري، مقالا عنوانه (ابن الرومي الشاعر المشئوم الذي حلت لعنته على وزارة المعارف) أراد فيه أن يسوق طرائف يمتع بها القارىء، وأندفع مع الرغبة في الحبك الصحفي إلى (تأليف) وقائع تتعلق بشؤم ابن الرومي، فقال إن وزارة المعارف ألفت لجنة سنة ١٩٤٥ لإخراج ديوان ابن الرومي، وفي اليوم الذي وقع السنهوري باشا وزير المعارف يومذاك القرار بتأليف اللجنة استقالت الوزارة، ولما تولى الأستاذ علي أيوب بك وزارة المعارف أعاد تأليف اللجنة، وفي اليوم الذي أصدر فيه القرار استقالت الوزارة، ثم جاء الأستاذ مرسي بدر بك إلىوزارة المعارف وعرضت عليه إجراءات الشروع في طبع الديوان، فلما وافق عليها استقالت الوزارة.
ولا أريد أن أقف عند ذلك كثيراً، مكتفياً بالإشارة إلىأن اللجنة الأولى التي الفت في عهد السنهوري باشا مضى على تأليفها عدة أشهر وهو وزير المعارف، وقد يكون باقي ما ذكره أو بعضة من هذا القبيل. وإنما أريد أن أعرض لقول الكاتب الأديب في آخر المقال:(ويظهر أن القدماء قد أفزعتهم هذه الروح المشؤومة التي وضحت في تصرفات هذا الشاعر فأغفلوه وأهملوا شعره وأدبه مع تقديرهم لعبقريته الشاعرية، فلم يترجم له صاحب الأغاني ولم يقدم أحد على الاهتمام بديوانه فظل ديوانه - وهو ضخم فخم - مطويا إلىاليوم في مطاوي النسيان).