أم هذه إرم بدت وعمادها ... مسبوكة من فضة بيضاء
أم ذاك وابور المسرة مده ... صدر البرية أسعد السعداء
وحبا النيل المبارك فازدهى ... ببديع بهجة شكله الحسناء
فكأن هذا الفلك في تنظيمه ... فلك به تسري نجوم سماء
وكأنه في النهر عند مسيره ... برق يقصر عنه طرف الرائي
أو أنه ملك خطير جنده ... ملأ من الأمواج والأهواء
فعساكر الأمواج يرسلها على ... سفن البخار طليعة الأعداء
وهكذا أستمر الشاعر يصف هذه السفينة ويشبهها تارة بالمدينة وتارة بالفلك، وحيناً آخر بالملك.
وقال يذكر قنطرة سعيد:
لله ما أبهى وأبهج قنطرة ... سمح السعيد بها فزانت كوثره
وبصنعها سكك الحديد مد يدها ... أضحى لوافر نفعها ما أقصره
وكأنها والموج تحت رصيفها ... ملك ينظم بالشهامة عسكره
وكتائب العربات تلثم أرضها ... وتجوز وهي بأمنها مستبشرة
ثم جاء الخديو إسماعيل (١٨٦٣ - ١٨٧٩) وكان عهده حافلاً بجلائل الأعمال، فوجد الشعراء أمامهم مجال القول ذا سعة فقالوا. فلما حصل الخديو إسماعيل على نظام الوراثة الذي يقضي بحصر العرش في أكبر أبنائه (١٨٦٦) تسابق الشعراء إلى مدحه وتهنئته. وكان عباس الأول قد سعى من قبل في سبيل الحصول على هذا الحق ففشل. وفي ذلك يقول عبد الله فكري:
ومهدت مد الله في عمرك إرثه ... لأبنائك الطهر الجحا جحة الغر
وقبلك كم مدت لما نلت شأوه ... يد ثم ردت غير ظافر الظفرة
وما كان يسمو لأمر يبالغ ... مداه ولا كل الجوارح كالصقر
وقال صالح مجدي:
وشيد أركان الوراثة فازدهت ... بذلك أوطان وسرت أناسم
وقال من قصيدة أخرى: