والكتاب يحوي كثيراً من المعلومات العامة عن الإسلام وأهله، وقد اعتنى مؤلفه بعالم الترك اعتناء عظيما فنشر فيه مقالات وفصولاً طويلة في تاريخ الترك والمدنية التركية، وأحصى الدول التي أنشأها الأتراك، وأعرب عن وحدة المدنية التركية بوضوح تام، ثم وضع الانقلاب التركي الأخير في مكان رفيع، وشرحه للأمة اليابانية شرحاً وافياً كما شرح أحوال الأتراك المقيمين في روسيا والصين، وأسهب في الكلام عن المسلمين عامة، وزين الكتاب بصور عظماء المسلمين من أتراك وغيرهم كما زينه بصور زعماء ايديل أورال وتركستان وقريم وقوقاز.
البحث عن أصل النوَر
سبق أن نشرنا بحثاً مستفيضاً عن النوَر (الغجر) وخواصهم، ومازالت آراء البحث الحديث متضاربة في أصل ذلك الشعب البدوي الجوال؛ وأكثر الباحثين على أنهم نزحوا في الزمن الغابر من الهند إلى الشرق الأوسط، ثم تسربوا بعد ذلك إلى مختلف الأقطار الأوربية. ومازالت منهم جموع عظيمة في المجر ورومانيا وبولونيا وتركيا وأسبانيا وغيرها. وتعني معظم الحكومات بتحضيرهم وتهيئة عوامل الاستقرار لهم لتجعلهم من الرعايا الخاضعين للقانون. ولكنها لم تنجح حتى اليوم في تحقيق هذه الغاية. وقد ألفت أخيراً لجنة علمية دولية لتقوم بالبحث عن أصل النوَر، وعن منشئهم الأول، في الهند ذاتها، وفي نفس المنطقة التي يظن أنها كانت موطنهم الأصلي، وهي منطقة تسمى (زجر بستي) وتقع بين نهري الكنج والسند. وتتألف هذه البعثة من عضو إنكليزي هو الأستاذ فرنك فيلو، وعضو أمريكي هو الأستاذ جاكوب كوركي، وعضو روماني هو الأستاذ لازوريكا وهو نورَي الأصل، وعضو بولوني؛ ويصحب البعثة الأستاذ فالني كانجا الروماني، وهو علامة في اللغة السنسيكرتية التي يظن أنها أصل اللهجات النورَية؛ وسيقوم ببحث الوثائق التي يمكن الحصول عليها من المعابد والأديار البوذية والبرهمية بمعاونة الحكومة الهندية، وقد يكون فيها ما يلقي الضياء على حياة النوَر الأصلية وهجرتهم من موطنهم فراراً من اضطهاد المغول أيام جنكيز خان وتيمورلنك؛ وستزور البعثة إقليم مالا بار حيث توجد طائفة تتكلم لغة فيها كثير من العبارات والألفاظ التي توجد في لهجات النور. وستنشر البعثة خلاصة مباحثها عن