(ولو كان حديث الأستاذ الكبير الزيات قديم عهد بالنشر لجاز لنا اتهام الأستاذ عبد الخالق عبد الرحمن بالسطو والسرقة، ولكن هل سطا الأستاذ الكبير على مقال عبد الخالق، أم أن ذلك من توارد الخواطر)؟
ونحن نقول لحضرة المطلع الكبير إن حديث الأستاذ الزيات قديم عهد بالنشر، فقد ظهر في (الرسالة) منذ أعوام. . . ولو كان حضرته من الذين يقرئون لعلم أنه قد كتب في عدد الرسالة الممتاز الصادر في ٣ مارس سنة ١٩٤١ تحت عنوان (يومان من أيام الرسول)، وقد اقتبس الأستاذ الزيات هذه الفقرات من مقاله القديم ثم ألحقها بمقاله الجديد. أما المقال القديم فيستطيع من لا يملك العدد الذي ظهر فيه أن يطلع عليه في المجلد الثاني من كتاب (وحي الرسالة) ص٢٦٢ ومعنى هذا يا حضرة المطلع الكبير أن السيد عبد الخالق عبد الرحمن لص، ولكنه ليس من اللصوص الشرفاء على كل حال، فلو كان منهم لكشف عن وجه الحق حين قرأ مقالك العظيم، ولكنه سامحه الله آثر أن يرتدي أثواب مجد زائف في طويا الظلام.
إنني أرد بهذه الكلمة على حضرة المطلع الكبير لأنه خصني بالحديث في بداية مقاله، بمناسبة تعرضي لمن سطا على أدب الزيات في لبنان. . . وإذا كان لي من نصيحة أوجهها إليه فهي أن يتعلم. . . قبل أن يتهجم!!
وللأديب العراقي الفاضل السيد توفيق نعوم الذي بعث إلي بمقال حضرة المطلع الكبير طالباً إليَّ أن أعقب عليه، خالص الشكر وعاطر التحية.
أنور المعداوي
أخي الابياري:
عرفتك نافذ البصيرة لامع البصر، فلا غرابة أن تقرأ ترجمة كتاب النفس لأرسطو ثم تكتب عنه كتابة العارف، وقد امتلأت يداه من الموضوع، فحرك القلم، وجرى بالفكر على صفحات الورق. كأنك قد ملكت العنان، حتى خيل إليك أن جمهور القراء قد عرف ما عرفت، وملك ما ملكت.
وتوقعت كما توقع الناس معي أنك سوف تكتب عن الكتاب كما رثيت الشاعر، ولكنك