ويل لك - يا صاحبي - لقد كفرت خواطرك بالنعمة التي سعدت بها زمانا. والتي رفعتك فوق أقرانك وسمت بك على أترابك! فماذا يخبئ لك القدر جزاء ما كفرت؟
وجاءك - بعد أيام - الخبر الأسود يقسم ظهرك ويهد ركنك ويعطف بصبابة من الأمل كنت تترجاها. جاءك الخبر الأسود يقول: أن البنك العقاري قد استولى على كل ما تملك أنت وزوجك وفاء دين ابنك الداعر الغوي. وإن ابنك قد فر من القرية خشية أن يصمه عار الفقر والذل والسؤال!
الآن، فقدت المال والابن معا، أحوج ما تكون إليهما فأصابك الندم على إن ألقيت بابنك في اللجة من الجهل تجرفه في غير هوادة ولا رفق وعلى أن ألقيت بثروتك بين يدي غر أهوج يبددها في سنوات، ثم يطير عنك. . .
والآن، ماذا يختلج في فؤادك - يا صاحبي - وأنت لقي في الناحية من الدار تتعاورك الهموم وتتناهبك الأسقام، وتنوب تحت أثقال ثلاثة من الأفاقة والشيخوخة الواحدة. . .