من ذلك بتبيين آي الأحكام بمسائل تسفر عن معناها، وترشد الطالب إلى مقتضاها، فضمنت كل أية تتضمن حكما أو حكمين فما زاد، مسائل نبين فيها ما تحتوي عليه من أسباب النزول والتفسير والغريب والحكم، فإن لم تتضمن حكما تذكرت ما فيها من التفسير والتأويل، وهكذا إلى آخر الكتاب.
وصدر المؤلف كتابه بعدة أبواب: منها واحد ذكر فيه جملا من فضائل القرآن،، والترغيب فيه، وفضل طالبه وقارئه ومستمعه والعامل به، وباب لكيفية التلاوة، وما يكره منها وما يحرم، وآخر في فضل تفسير القرآن وأهله، وباب شرح فيه معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا القران انزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر من. واعرض أقوال العلماء في ذلك، وصلته بالقراءات، وعقد بابا لجمع القران، وسبب كتابة عثمان للمصاحف، وترتيل سورة القران وآياته، وشكله، ولفظه، وتحزيبه، وعدد حروفه، وكلماته، وآيه، ثم عرض لمعنى السورة والآية، والحرف، وهل ورد في القران كلمات خارجة عن لغات العرب أولا ثم ذكر بابا في أعجاز القرآن، ووحه هذا الأعجاز.
وينقل القرطبي عن ابن عطية الذي لخص تفاسير من سبقه، ممن يرون ضرورة معرفة آراء السلف، واقتدى في ذلك القرطبي.
ولم يكتف المفسر بالفصل الذي عقده في تفسير الجامع - لبيان فضائل القران وفضل قارئه ومستمعه، بل الف في ذلك كتاب خاصا، دعاه التذكار في افضل الأذكار، وقد رأى أن يجمع في هذا الكتاب أربعين حديثا ترتبط بهذا الموضوع، وقد وضعه القرطبي على طريقة كتاب التبيان في آداب جملة القرآن للتوزي، ولكن التذكار أتم منه واكثر علما.
وللقرطبي مؤلفات أخرى، منها كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، وهو كتاب ضخم، قال مؤلفه في مقدمته وبعد فإني رأيت إن اكتب كتابا وجيزا، يكون تذكرة لنفسي، وعملا صالحا بعد موتي، في ذكر الآخرة وأحوال الموتى، وذكر النشر والحشر، والجنة والنار، والفتن والأشرار، نقلته من كتب الآمة، وتقاة أعلام هذه الآمة، حسب ما رويته أو ما رايته وبوبته بابا، بابا وجعلت عقب كل باب فصلا أو فصولا يذكر فيها ما يحتاج إليه من بيان غريب أو فقه في حديث أو إيضاح شكل، لتكمل فائدته وتعظم منفعته.
وله غير ذلك كتاب شرح أسماء الله الحسنى، وكتاب قمع الحرص بالزهد والقناعة، ورد