للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٣٣) إن صيحتنا (الحرية والمساواة والإخاء) قد جلبت إلى صفوفنا فرقا كاملة من زوايا العالم الأربع عن طريق وكلائنا المغفلين، وقد حملت هذه الفرق ألويتنا في نشوة، بينما كانت هذه الكلمات - مثل كثير من الديدان - تلتهم سعادة المسيحيين، وتحطم سلامهم وثباتهم ووحدتهم، مدمرة بذلك أسس الدول. وقد جلب هذا العمل النصر لنا كما سنرى بعد. إنه مكننا بين أشياء أخرى - من لعب دور الآس في أوراق اللعب الغالبة، أي محق الامتيازات، وبتعبير آخر، محق كيان الأرستقراطية الأممية التي كانت الحماية الوحيدة للأمم والبلاد ضدنا.

(٣٤) ولقد أقمنا على أطلال الأرستقراطية الطبيعية والوراثية أرستقراطية من لدنا على أساس بلوتقراطي (حكم الأغنياء) أقمنا الأرستقراطية الجديدة على الثروة التي نتسلط عليها، وعلى العلم الذي يروجه علماؤنا. ولقد عاد انتصارنا أيسر في الواقع، فإننا من خلال صلاتنا بالناس الذين لا غنى لنا عنهم - كنا دائما نحرك اشد أجزاء العقل الإنساني إحساسا، أي تستثير مرض فرائسنا من اجل المنافع، وشرهم ونهمهم والحاجات المادية للإنساني، وكل واحد من هذه الأمراض يستطيع مستقلا بنفسه أن يحطم الطليعة، وبذلك يضع قوة إرادة الشعب تحت رحمه أولئك الذين سيجردونه من كل قوه طليعته.

(٣٥) إن تجرد كلمة (الحرية) جعلها قادرة على إقناع الرعاع بأن الحكومة ليست شيئا آخر غير مدير ينوب عن المالك الذي هو اللامة، وفي المستطاع خلعها كقفازين باليين. وأن حقيقة ممثلي الأمة يمكن عزلهم قد أسلمت ممثليهم لسلطاننا، ووضعت تعيينهم عمليا في أيدينا.

محمد خليفة التونسي

(يتبع)

<<  <  ج:
ص:  >  >>