(٢٧) وفي السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة. إن دواء دولتنا - المتبعة طريق الفتوح السلمية - لها الحق في أن تستبدل بأهوال الحرب الحكام الإعدام، وهي اقل ظهورا واقل تأثيرا، وإنها لضرورية لتعزيز الفزع الذي يولد الطاعة العمياء. إن العنف الحقود وحده هو العامل الرئيسي في قوة الدولة. فيجب أن نتمسك بخطة العنف والخديعة لا من اجل المنفعة فحسب بل من اجل الواجب والنصر أيضا.
(٢٨) إن مبادئنا في مثل قوة وسائلنا التي نعدها لتنفيذها، وسوف ننتصر، ونستعبد الحكومات جميعا تحت حكومتنا العليا لا بهذه الوسائل وحدها بل بصرامة عقائدنا أيضا، وحسبنا أن يعرف عنا إننا صارمون في كبح كل تمرد.
(٢٩) وكذلك كنا قديما أول من صاح في الناس (الحرية والمساواة والإخاء). كلمات ما انفكت ترددها منذ ذلك الحين ببغاوات جاهلة تجمهرت معا من كل مكان حول هذه الشعائر وقد حرمت بترداده العالم من نجاحه، والفرد من حريته الشخصية الحقيقية التي كانت قبل في حمى بحفظها من أن تخنقها السفلة.
(٣٠) إن أدعي الحكمة والذكاء من الآمنين لم يتبينوا كيف كانت عواقب الكلمات التي يلو كونها، ولم يلاحظوا كيف يقل الاتفاق بين بعضها وبعض وقد يناقض بعضها بعضا.
(٣١) أنهم لم يروا أنه لا مساواة في الطبيعة، وأن الطبيعة نفسها قد خلقت أنماطا مختلفة غير متساوية في العقل والشخصية والطاقة. وكذلك في الخضوع لقوانين الطبيعة.
(٣٢) أدعياء الحكمة هؤلاء لم يكهنوا أن الرعاع قوة عمياء، وأن المتميزين المختارين من وسطهم حكاما - ميان مثلهم في السياسة، فإن المرء المقدور له أن يكون حاكما - ولو كان أحمق - يستطيع أن يحكم، ولكن المرء الغير مقدور له ذلك - ولو كان عبقريا - لن يفهم شيئا في السياسة. وكل هذا كان بعيدا عن النظر الاممين (غير اليهود)، مع إن الحكم الوراثي القائم على هذا الأساس. فقد اعتاد الأب يفقه الابن في معنى التطورات السياسية وفي مجراها بأسلوب ليس لأحد غير أعضاء الآسرة أن يعرفه، وما استطاع أحد أن يفشي الأسرار للشعب المحكوم. وفي وقت كان معنى التعليمات السياسية الحقة - كما توورثت في المالكية. من جيل إلى جيل - مفقوداً، قد أعان هذا الفقد على نجاح غرضنا.