والضمير. وإنما همهم النهب والسلب والحصول على المال بكل وسيلة.
وكان الخديوي إسماعيل عظيم العناية بإقامة الحفلات المدرسية التي تختم بها الامتحانات العامة في المدارس على اختلاف درجاتها وكان يحضر هذه الحفلات كبار رجال الدولة وتوزع فيها الجوائز على المتقدمين من الناجحين، ويلقي فيها الأساتذة ونوابغ الطلبة الخطب والقصائد. وكانت الوقائع المصرية وهي الصحيفة الرسمية للحكومة تهتم بنشر أنباء هذه الحفلات وما يلقى فيها من نثر ونظم فكان هذا من أكبر العوامل التي ساعدت على رواج سوق الشعر في ذلك العصر. واقبل الشعراء على نظم الأناشيد التي ينشدها الطلبة في هذه الاحتفالات. ومثال ذلك قول عبد الله فكري:
العلم تشريف وشان ... لأهله في كل آن
والفخر يوم الامتحان ... يبقى على طول الزمن
العلم أسنى ما يرام ... ويبتغي منه المرام
ويقتفي نهج الكرام ... فيه على أسنى
وظهرت في عصر إسماعيل حركة أحياء الكتب القديمة، ومال الناس إلى قراءة دواوين فحول الشعراء الذين نشئوا في أزهى عصور الأدب. وقد أثر هذا في الشعر تأثيرا بينا. فطفق بعض الشعراء يقلد المتنبي والبحتري والمعري وأبا تمام وأبا نؤاس وغيرهم من الأعلام. فلا عجب إن أخذت أساليب الشعر تميل نحو الارتقاء وتنفض عن كاهلها ما أصابها من الركة والضعف طوال العصر التركي
وقد أقام الخديوي إسماعيل بمناسبة زواج أبنائه حفلات رائعة لم ير المصريون لها مثيلا. وكانت أفراح الأنجال هذه موضوعا للشعراء فنظموا في ذلك القصائد والمقطوعات ووصفوا ما أقيم من الملاهي والملاعب وحفلات الرقص والغناء. قال رفاعة رافع الطهطاوي:
كواكب أفراح العزيز بأفقها ... كصبح يقين قد جلا ظلمة الشك
ورنات أنغام المعازف أطربت ... كأن قيام الجن تبعث بالجنك