الإرادة وأن مالت طبعا نحو الخير لا تختار جزافا ما هو خير وتأمر به، بل أنها تأمر بما هو خير في ذاته.
إرادة الله وهوية الإنسان:
يريد الله الخير لذاته ويأمر به ولا يمكنه أن ينتج الشر، بل إن الله ترك الإنسان حرا أن يخضع أو لا يخضع لأرادته تعالى وعي إرادة الخير. فالشر يأتي إذن من كائن حر الإرادة يمكنه أن يختار الخير أو الشر بينما الله تعالى الكلي الكمال لا يمكنه أن يريد أو يختار واهو نقص وعدم كما مطلق لأن أرادته هي علمه وعلمه هو ذاته وذاته كاملة. هكذا تميز المعتزلة إرادة الله عن إرادة الإنسان.
فرد جميع صفات الله إلى ذاته تعالى جعل المعتزلة تنظر إلى العلم والقدرة والإرادة نظرة تختلف كل الاختلاف عن هذه الصفات في الإنسان. وهذا أمر طبيعي ومنطقي يتفق تماما وتعريفهم لله تعالى إذ يقولون أنه كمال لا متناهي وكل صفة فيه مجرد زعم ومجرد اعتبار ذهني ليس إلا.