للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أولئك أقل خدمه وأثرا في مصلحة البلاد ورقبها من أباء الآخرين.

وأريد لهذا المناسبة أن أشير إلى شيء ينفع في هذا الصدد، فقد كان في وزارة المعارف لجنة تقرير الكتب للمطالعة الحرة في المدارس الثانوية،، وقد اختارت في العام الماضي كتبا كثيرة يستفاد منه مؤلفوها آلاف الجنيهات، وللآسف البالغ مداه أن المازني لم يقرر له فيها كتاب. ولندع ما فات، فوزارة المعارف تستطيع الآن أن تقرر بعض كتب المازني، فتحقق بذلك أمرين جليلين، أولهما النفع المادي للأسرة، وانتفاع الطلاب بمؤلفات الأديب الكبير، ولاشك أن هذه المؤلفات تنال إقبال الطلاب عليها، كما أن فأفئدتهم من قرائتها محققة، لما فيها من السهولة والطلاوة إلى جانب القوة والغزارة. وهي على حال ليست أقل مما قرر مهما تواضعت!

تلك هي المحنة، وما هي محنة المازني وآسرته فقط، وإنما هي محنة سائر الأدباء في مصر - وجلهم من هذا القبيل - وما ينتظر آسرهم من بعد العمر الطويل. أما التضامن فهو ما دعا إليه الدكتور طه إذ قال: (أما بعد فقد أن الأدباء فيما يعتقد أن ينظموا أمرهم، ويجمعوا كلمتهم، ويؤلفوا جماعتهم، ويضمنوا لأنفسهم أسماع الحكام وغير الحكام ما ينبغي أن يسمعوه) فهل تجد هذه الدعوى صدى عند الأدباء وخاصة كبارهم؟ لقد صار لكل طائفة فيمصر هيئة تنظم أمورها إلا الأدباء، وصار المحامين نقابة، وكذلك المهندسين والأطباء والممثلين والموسيقيين وغيرهم، أما الأدباء فهم يعيشون عيشة فردية بحتة، مع أنهم من أحوج الناس إلى النظام الجماعي لرعاية حقوقهم وتنظيم شؤونهم الأدبية والمادية؛ ولاشك أن الجماعة المنشودة يجب أن يقودها الكبار، وها نحن قد سمعنا صوت الدكتور طه حسين، وبودنا أن نسمع غيره.

مسرحية ليلة من ألف ليلة:

قدمت الفرقة المصرية هذه المسرحية على مسرح الأوبرا الملكية ابتداء من يوم الخميس الماضي، وهي مسرحية غنائية من نوع (الأوبريت) وقد سدت بها الفرقة نقصا كان ملحوظا في إنتاجها في السنوات الأخيرة، وقد جاءت الرواية حقا ليلة حالمة من ليالي ألف ليلة، أحيتها الموسيقى وشاعت فيها الأنغام وإلا لحان.

وتقع حوادثها ببغداد في عصر خليفة من العباسيين غير معين، فليس المقصود أن تكون

<<  <  ج:
ص:  >  >>