رواية تاريخية، وإنما هي أقباس من تلك العهود تتسم بسمات العاصمة العباسية، أخرج منها عمل فني للإمتاع وتغذية المشاعر
تدور الأحداث حول شخصية شحاذ (شحاتة) يتزعم أهل الحرف ببغداد، ويكسب من الشحاذة ما يكفل له أكثر من الكفاف، ويعيش مع ابنته (نجف) ومربيتها، أما زوجته أم نجف فقد اختطفه (جوان) قاطع الطريق الذي يلقاه مصادفة فيشتبكان في مشادة تنتهي بتهديد الأول للثاني، ويعلن شحاتة اعتزال الشحاذة وأنه لابد منتقم من خاطف زوجته، ونعلم مما يدور بينهما أن لجوان ولدا اختطف منه وهو صبي. ويظهر موكب الخليفة في أحد الأسواق فنراه شابا صالحا محبوبا من الرعية وله وزيران حفصويه والمعتصر. تظهر بعد ذلك نجف في منزل والدها ويهبط عليها شاب في زي بستأني، وينعقد بينهما الحب والعهد على الزواج أما شحاتة فإنه يرتكب سرقة ويساق إلى الوزير المعتصر الساخط على الخليفة، وهو وزير فاسد يعكف على الخمر والنساء، فيرى في شحاتة رجلا جريئا فيعفو عن جريمته ويصطنعه لاغتيال الخليفة ثم يضبط شحاتة وهو يحاول قتل الخليفة فيساق إلى السجن ويلتقي فيه بغريمه جوان الذي سجن لأن شحاتة دل الوزير عليه باعتباره قاطع طريق. ويقتل شحاتة جوان في السجن ويهرب من بحيلة. ويقابل المعتصر ويعرف من بعض الدلائل أنه ابن جوان الذي فقده صغيرا، فيقتله أيضا. ويقبل الخليفة بحاشيته وحراسه فيسر لقتل الوزير، ويعلم من حديث شحاتة أن له بنتا اسمها نجف وهي التي هبط عليها متخفيا في زي بستأني، فيأمر بإحضارها، كما يأمر بنفي أبيها من بغداد حتى لا يرى الناس الشحاذ صهرا للخليفة وتحضر نجف وتفاجأ بأن حبيبها البستاني ما هو إلا الخليفة بعينه وينتهي المنظر الأخير بالخليفة ونجف حبيبين على أهبة الزواج.
وحوار الرواية من زجل الأستاذ بيرم التونسي، وهو ينساب على الألسنة طبيعيا، وفيه إشراق وقوة وموسيقى، ولم أجد فيه غير لفظة واحدة قلقة استدعتها قافية الزجل في غير موضعها، وذلك حين أراد الوزير المعتصر أن يتنصل من تهمة التدبير لقتل الخليفة فوصف شحاتة بأنه رجل (قبيح) وهو يقصد أنه كاذب. ويتجه سير المسرحية مع تحريك الأقدار حتى ينال كل فاعل للشر جزاءه، ويسعد في النهاية الخليفة الصالح والفتاة البريئة. وفها نماذج بشرية يتضمن عرضها معاني إنسانية والتفاتات شعورية، وقد تجلى ذلك في