وقد مثل (شحاته) فؤاد شفيق فأنقذا الدور من المصير الذي كان ينتظره لو مثله يوسف وهبي. وقد تقلبت به صروف الأحداث من شحاذ إلى مستشعر للنعمة وراغب في الترف، وواقع في الشدائد فادى ذلك كله احسن أداء وبلغ الغاية في تمثيل الأب الجاني على ابنته الوحيدة، وقام عليه عنصر الفكاهة فكان ظريفا في حركاته وجرس كلامه. والذي يأتي بعده في الترتيب أحمد علام، وكان الدور ملائما له وقد أندمج فيه، واستطاع أن يمثل دور المرح والمجون كما ينبغي على خلاف ما كان في دور امرئ القيس برواية (اليوم خمر) فقد حقق هنا ما كان ينقصه هناك.
ومثلت فردوس حسن دور زوجة الوزير المعتصر التي يهملها الزوج فيسعى إلى الآن تقام منه عن طريق الاتصال بغيره، وقد أجادت في تمثيل الأغراء، وأدت دورها في الحدود التي وضعت له وكان في هذا الدور مبالغة في التهافت على رجل غير أهل لذلك، وظاهر أنه قصد الإغراق في الفكاهة وتجديد نشاط النفوس باستمرار التشويق. وقامت المطربة شهرزاد بدور نجف، والدور لم يتطلب منا كبير عناء في التمثيل، بل كان جهدها منصبا على التعبير بالغناء، فكان غناءها معبراً وظلها خفيفا، وكانت تساير طبيعة المواقف المختلفة، فتهتم في بعضها بالتعبير والتصوير بالنغم، ولم يكن ياس من التطريب في موقعه. وقد حرصت شهرزاد على زينته حتى في المواقف التي لم تكن الزينة مناسبة لها، كما ظهرت عند باب المسجد مع أبيها الشحاذ.
أما كارم محمود فقد مثل الخليفة فلم ينطبق عليه الدور، لأن كان ضعيف الشخصية فكان منظره مثلا على الجواد كمنظر الصبي يحتفل بختانه. . . وكارم مغن مجيد في التمثيل المسرحي، وليته أمكن أن يكون في غير دور الخليفة.
وكانت الموسيقى جيدة متمشية مع الإلقاء والغناء في انسجام ممتع مصورة لجو الرواية في مواقفها المختلفة، وقد وضعها أحمد صدقي فكانت ألحانه عنصرا من عناصر النجاح في هذه (الأوبريت).